الثورة – منهل إبراهيم:
هرباً من شبح الإبادة الجماعية تعيش أسر مع أطفالها بين الأموات في المقابر في غزة التي لم يعد فيها مكان آمن نتيجة قصف العدو الإسرائيلي للأحياء السكنية.
وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة لليوم الـ311 على التوالي، عبر ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار وتواصل عمليات النزوح والإخلاء من مناطق عديدة.
وانتشلت طواقم الإسعاف اليوم الاثنين، جثماني شهيدين من الأحياء الغربية لمدينة رفح، فيما نسفت قوات الاحتلال مربعاً سكنياً في بلدة عبسان الجديدة شرق مدينة خان يونس.
وفي وقت لاحق، استُشهد ثلاثة مواطنين وأصيب آخرون، الاثنين، جراء قصف لقوات الاحتلال استهدف محيط مسجد بدر بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
كما استشهد مواطنان وأصيب آخرون، في قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي، استهدفت منزلاً لعائلة مراد قرب دوار الميناء، غرب مدينة غزة.
وتواصل قوات الاحتلال اجتياحها البري لأحياء واسعة في رفح، منذ السابع من أيار الماضي، وعدة محاور من غزة وسط قصف جوي ومدفعي وارتكاب مجازر مروعة.
وقال تقرير لوزارة الصحة، إن “قوات الاحتلال ارتكبت 3 مجازر في قطاع غزة خلال الـ48 ساعة الماضية، راح ضحيتها 142 شهيداً وصل منهم إلى المستشفيات 107 شهداء ممن عرفت أسماؤهم ويجري التأكد من هويات وتسجيل باقي الشهداء، فيما بلغ عدد الإصابات 150 إصابة”.
وفي مواجهة جرائم الإبادة الجماعية، التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، لجأت الأسر الفلسطينية إلى ابتكار تكتيكات غير مسبوقة للبقاء على قيد الحياة، أحد أبرز تلك التكتيكات يتمثل بقيام العائلات الفلسطينية بتبادل الأطفال في مناطق متفرقة، بهدف الحفاظ على بعض أفراد الأسرة في حال تعرضوا للقصف في المكان الذي يقطنون فيه، بما يوفر لبعض الوقت نجاة أفراد الأسرة الذين تم إرسالهم إلى مكان آخر، خصوصاً أن القصف الصهيوني يحدث دون سبب أو سابق إنذار على المدنيين الفلسطينيين.
وتفيد الإحصائيات الصادرة من غزة أن هناك 500 أسرة محيت من السجل المدني حسب تصريحات رئيس لجنة التوثيق بالدفاع المدني في غزة، نتيجة جرائم الإبادة الصهيونية.
وتعتبر جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة على يد آلة القتل الصهيونية هي الأكبر من نوعها في تاريخ البشرية الحديث، حسب تصريحات المسؤوليين التابعين للأمم المتحدة.
ولا يبدو حتى الآن أن هناك مؤشرات تلوح في الأفق، بإمكانية وقف ما يتعرض له أهل غزة من جريمة تصفية جماعية، تتم ممارستها بالقصف والتجويع والحرمان من متطلبات الحياة الأساسية.
ورغم ما يصدر من إدانات دولية لجرائم الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، إلا أن الفيتو والدعم الأمريكي غير المحدود للاحتلال الإسرائيلي، يجعل من الإدانات والقرارات الدولية مجرد حبر على ورق، وهو ما يتطلب بحسب ناشطين تحميل واشنطن المسؤولية المباشرة عما يحدث في غزة.