الملحق الثقافي- محسن محمد فندي:
أمنيات… أمنيات
تضيق في صخب الشَّوارع
وتُرفَعُ قبعات الانحناء
والليل يتمشَّى على
مساحة القلب
ويحمل روحي على بساط الحلم
وأنا تعودت دفن أحلامي
حين يصرخ خلف نافذتي
أول خيوط الفجر،
وحين ترفعني أول نسائم
الصباح
فأتكئ على زند من الخيزران..
لأتذكر جدي…!
آهِ… ياجدي المحمَّل بالأمنيات،
اسمك الأمل وعيناك
نجمتان تزهران
وقلبي سجادة صلاتك،
أمنيات…أغلقت نوافذ العبور
وباعت جرحي للفراشة
ومازلت أنزف والجرح والخيال
أخاف أن أمتطي صهوة الحلم
وجراحي
مشرعةٍ للرِّماح،
فأنا لم يحالفني الحظُّ
بأن أقرأ…
((علموا أبناءكم الرِّماية وركوب الخيل))
ومازلت أصنع حصاني
من قصب الذُّرة البيضاء
وأهشَّ عليه براحتي
وأكتب..عبارة
لا للانزياح..!
وأفور كالمرجل حين
يأتيني (الحنين)
ياألله..
ما أصعب خيبة النَّفس
والسَّفينة تطلق آخر الزَّمامير
في رحلة اللانهاية..!
وتتركني أرقب دوَّامةً
تتشكل من شبق موجةٍ..
تختصُّ بابتلاع حلم البؤساء
لأصرخ…
من أنت أيُّها المتوسِّد شراييني
وهل كبرت الآن لتصبح
بحجم وطنٍ يعلن للآه النَّفير
ويسكب المواجع..
على آسِ المقابر،
مبدعٌ ذلك التُّراب
في ابتلاع الجثث
وكمشة من العيون..
تزف آخر خبرٍ لدمعة أكلتها العاصفة،
وضفيرة تخجل من صفائها السَّنابل..
تهب للرِّيح فوضى الشَّعث
وغصةٌ في الحلق معلنة
أن الهطول مؤجلٌ
إلى موسمٍ آخر من
البكاء .
العدد 1201 – 13 -8-2024