هشام اللحام
جاءت انتخابات الأندية للدورة الجديدة لتكشف المستور، والمستور لا يسر أحداً، فالكل كان يعلم أن الأندية تعاني وتعاني في كل شيء، وهي أندية بالاسم فقط، كيف لا تكون ذلك ومعظمها بلا منشآت ومقرات محترمة تليق بكلمة ناد،ٍ ومعظمها أيضاً لا يملك ميزانية وموارد ثابتة، تستطيع أي إدارة من خلالها العمل بارتياح ودون مد يدها إلى أحد، ومعظمها يفتقد أبسط أسس الأمور التنظيمية، والتي يعرف من خلالها الأعضاء الحقيقيون، وكل شيء يتعلق بالنادي، وأشياء أخرى لا تطمئن، وبالتالي أساس ضعيف جداً لرياضتنا يعكس ضعفاً إدارياً في رأس الهرم الرياضي(المكتب التنفيذي) وإهمالاً على مدى عقود لأهم مفصل في البناء الرياضي.
سوء تنظيم
أول ما يمكن الحديث عنه في مؤتمرات الأندية الانتخابية أن كثيرين يجهلون كيف الانتساب للأندية، وأن تكون عضواً في هذا النادي أو ذاك ! فعند انعقاد كل المؤتمرات خلال الأسابيع الأخيرة لاحظنا أن أندية جماهيرية كبيرة لم يحضر مؤتمراتها إلا القليل، ولا يحق الترشح والانتخاب إلا للقليل، رغم أن جمهورها يفوق في المباريات الثلاثين والأربعين ألفاً، وهذا يعكس الخلل الإداري في الأندية على مدى عقود، وقبل ذلك الإهمال وعدم المتابعة من المكتب التنفيذي الذي كان عليه أن يوجد ويتفقد أمور الأندية التنظيمية.
وفي الحقيقة كان المتعارف عليه خلال عقود أن أي مجلس إدارة كان يهتم بمنشأة ناديه حسب الإمكانات، وببعض الألعاب والفرق والمدارس الصيفية، ثم تطور الأمر في الأندية التي تملك منشأة جيدة ليصير الاهتمام بالاستثمارات.
أندية بالاسم!
ومع إعلان مواعيد المؤتمرات الانتخابية للأندية كانت المفاجأة التي أحرجت الاتحاد الرياضي العام وكشفت كيف أنه لجهل أو إهمال أوصل الأندية إلى حالة يرثى لها، حالة جعلت الأندية ومنها العريقة أندية بالاسم فقط.
نعم فقد جاءت الانتخابات في معظم الأندية لتعبّر عن خلل كبير، وحالة تشاؤم كبيرة، فالمرشحون الراغبون بالعمل في إدارات الأندية كانوا قلة، ففاز البعض بالتزكية، وفي أندية كبيرة وعريقة لم يكن هناك مرشحون، كأندية تشرين والفتوة وجبلة وحطين، فكان لا بد من التعيين، وفي أندية كالوحدة تم التأجيل وفتح باب الترشيح بعد انتهاء المهلة لأسباب لم تكن مقنعة، وهذا يعني أن واقع الأندية المخيف مادياً وتنظيمياً جعل الكثيرين يحجمون عن الترشح، ومعهم حق، فماذا سيفعل مجلس الإدارة وهو يأتي والنادي غارق بالديون ومليء بالمشاكل؟!
استقالة ورقم قياسي
والملفت كان استقالة رئيس نادي الفتوة الجديد سليمان الذياب بعد حوالي عشرة أيام من تكليفه برئاسة النادي، وذلك لظروف النادي المالية، ولأسباب خاصة، كما جاء في بيان الاستقالة.
ومن الواضح أن الاتحاد الرياضي يبحث عمن يرفع عنه مسؤولية دعم الأندية، فاخترع ما سمي بالأعضاء الداعمين، وحاول أن يخرج من المأزق بقرارات التعيين التي من الواضح أنها غير مدروسة.
وبالطبع الكلام كثير حول الخلل والضعف في الأندية والذي يرجع إلى عدم المتابعة والاستهتار من الاتحاد الرياضي في تعامله مع الأندية، وهذا أمر خطير أن تكون الأندية حجر أساس البناء الرياضي ضعيفة جداً، والأمر لا يتحمله المكتب التنفيذي الحالي فقط، بل المسؤولية ترجع إلى سنوات طويلة، ولكن زاد الطين بلة فيها المكتب الحالي.
