تأخر استلام رسائل الغاز يوسع السوق السوداء.. حسون لـ”الثورة”: ٨٥ % من الكميات مستوردة

الثورة – تحقيق – وعد ديب:

تستمر شكاوى المواطنين ومعاناتهم من تأخر وصول الرسائل لاستلام أسطوانات الغاز المنزلي لمخصصاتهم عبر البطاقة الالكترونية، وقد تصل لفترة 90 يوماً، وهذا ما يدفع البعض لشراء أسطوانة الغاز بالسعر الحر، أو سعر السوق السوداء الذي وصل إلى أكثر من 300 ألف ليرة، متكبدين بذلك دفع مبالغ زائدة تفوق قدرتهم المالية، فما بالكم إذا كان هؤلاء من أصحاب الدخل المحدود..
في إطار ذلك “الثورة” استطلعت آراء بعض المواطنين والمعنيين حول ذلك.
آراء مواطنين
يقول أبو زهير (موظف): إن التأخر باستلام أسطوانة الغاز من أكثر المنغصات التي نعانيها، كون هذه المادة لا نستطيع الاستغناء عنها في معيشتنا اليومية، وهذا ما جعلنا نلجأ للاستغناء عن طهي مأكولات تحتاج إلى وقت أكبر من استهلاك الغاز، ناهيك عن أن استعمال الفرن لإعداد الحلويات أصبح من المنسيات.
أما “أبو ريان”- تاجر.. يتساءل إن كان هناك من تكفيه أسطوانة الغاز لمدة تتجاوز الشهرين، ولماذا الأسطوانات وغيرها متوفرة في السوق السوداء وغير متاحة للمواطن.
أما (أم أحمد) ربة منزل، فقالت: إعداد الطعام يومي وأعمل المستحيل لأقنن في استهلاكي للغاز، يوجد لدي ما يسمى بالطباخ الليزري، وأنتظر فترة وصل الكهرباء، والتي هي ليست بأحسن حال لأطهو الطعام، وهذا ما انعكس على تنظيم وقتي بما فيها ساعات النوم.
أما (أبو طارق) فيقول: حتى لا تتوقف مصلحتي في تجارة الحليب أضطر لشراء الأسطوانة بسعر يتجاوز الـ٤٠٠ألف ليرة، ورغم ذلك أغلب الأحيان خاسر في تجارتي.
صلاح- سائق تكسي، قال: تأخر رسائل استلام الاسطوانات تأقلمنا معه، ولكن مازال هناك بعض ضعاف النفوس من المعتمدين يتلاعبون بوزن الاسطوانة، والسحب منها للتجارة بالمادة لزيادة الربح.
أما (فرح) تحدثت أنها دائماً في حساباتها، ميزانية لشراء أسطوانة غاز بالسعر الحر، وبالنسبة لها فهي توفر شراء وجبة أكل جاهزة من السوق.
(أبو عدنان) حرفي، يتساءل لماذا غابت لصاقة المعمل عن صمام أسطوانة الغاز، وعلى الأقل كانت هذه اللصاقات ضامناً لعدم التلاعب بالوزن.
تحسين التوريدات
مدير عمليات الغاز في شركة محروقات المهندس أحمد حسون وفي تصريح خاص لـ”الثورة” قال: إن مدة استلام أسطوانة الغاز مرتبطة بالكميات المستوردة، وإن ٨٥% من الكميات المطلوبة من مادة الغاز المنزلي، يتم تأمينها عن طريق الاستيراد، بسبب خروج معظم معامل الغاز عن السيطرة، أو تعرضها للتدمير وبخاصة في المنطقة الشرقية، وتتعرض هذه المعامل للسرقة من قبل قوات الاحتلال الأميركي والتنظيمات التابعة لها بالمنطقة.
وينوه بأن تحسن التوريدات يساعد في خفض مدة تسليم الأسطوانة، وتقوم وزارة النفط والثروة المعدنية باتخاذ كل الإجراءات لزيادة التوريدات من مادة الغاز، وبالتالي تخفيض مدة تسليم الأسطوانة بالرغم من الحصار والعقوبات أحادية الجانب المفروضة على سورية.
صيانة الأسطوانات
ورداً على سؤالنا أنه غالباً ما يستلم المواطن أسطوانة الغاز، وفيها بعض العيوب، كالصدأ أو عطل عند الصمام وغير ذلك، فما الإجراءات لتفادي ذلك؟.
مدير عمليات الغاز في شركة محروقات أوضح أنه تقوم شركة محروقات وبشكلٍ مستمر بصيانة كل الأسطوانات التي يظهر فيها أي خلل فني، وإعادتها للخدمة بعد التأكد من جاهزيتها الفنية من دون أن يترتب على ذلك أي تكلفة مادية سواء على المعتمد أم المواطن، بما يضمن وصول الأسطوانة جاهزة فنياً للجميع.
وعليه – وبحسب المهندس حسون- يمكن وبشكل فوري للمواطن عند ظهور أي خلل فني بالأسطوانة إعادتها لنفس المركز الذي قام باستلام الأسطوانة منه، واستلام أخرى بديلة وفحصها، والتأكد من وزنها وجاهزيتها.
تحديد الأسعار
على منحى آخر، يعاني المواطنون من الأجور الزائدة التي يتقاضاها المعتمدون عن التسعيرة المحددة لهم، وتحكمهم بذلك بالمواطن عند استلامه أسطوانة الغاز، وتسأل “الثورة” ما هي الإجراءات التي تتخذ بحق المخالفين؟
مدير عمليات الغاز أشار إلى أن وزارة التجارة الداخلية تقوم بتحديد تسعيرة لأسطوانة الغاز المنزلية سواء المدعومة أم غير المدعومة والموزعة بموجب البطاقة الالكترونية، ومن ثم تقوم المكاتب التنفيذية في المحافظات بتحديد تسعيرة لأسطوانة الغاز بعد إضافة أجور النقل للأسطوانة وغيرها من الخدمات، وعليه تقوم دوريات حماية المستهلك بمتابعة التسعيرة والتزام معتمدي الغاز بالأسعار الصادرة، ويمكن في حال عدم تقيد أي معتمد بالتسعيرة الصادرة تقديم شكوى، ليتم تنظيم ضبط تمويني بحق المعتمد المخالف.
وأشار إلى أن مديرية عمليات الغاز عممت على جميع المعتمدين للالتزام بإلصاق صورة واضحة عن قرارات التجارة الداخلية والمكاتب التنفيذية في المحافظات، والتي تحدد الأسعار النافذة لتبديل أسطوانة الغاز، كما ألزمت جميع المعتمدين بضرورة وضع ميزان إلكتروني، ليتمكن المواطن من التأكد من وزن الأسطوانة قبل استلامها، إضافة إلى تأمين أحواض مائية ضمن مراكز التوزيع للتأكد من سلامة الأسطوانات.