الثورة _ فؤاد مسعد:
«سكون» أمسية موسيقية تقدم حالة بصرية ولونية مختلفة، تعتمد على بناء حالة شعورية عالية لدى المتلقي، هذا ما أكده الموسيقي العريق والمبدع سيمون مريش في حديثه لصحيفة الثورة معرّفاً بتفاصيلها، وهي الأمسية التي سيتم إحياؤها يوم الإثنين القادم بعد نهائيات مسابقة الخطابة 2024 التي تقيمها الغرفة الفتية الدولية بدمشق، في دار الأسد للثقافة والفنون.
عن الموسيقيين الذين سيحيّون الأمسية يقول مريش: سبق أن أحيينا الحفل في قصر العظم، وهذه الحفلة الثانية التي يتم من خلالها تقديم هذه المجموعة، التي تضم: «إيهاب حمدان» إيقاع وغناء، «محمد جمال» غيتار، «علي خلقي» غناء وبيانو، «سيمون مريش» درامز وإيقاع. وهذا التشكيل نعمل وفقه منذ سنة تقريباً.
وحول ما يرسمه عنوان الأمسية من إشارات تعجب، إذ كيف يمكن أن يكون للـ «سكون» حفل موسيقي؟. يقول: كانت الفكرة أن ننجز «موسيقا» مُستلهمة من موسيقا فيها حالة روحاني، وخاصة أن كثيرين اشتغلوا على «الموسيقا الصوفية» واستعانوا بأشعار جلال الدين الرومي ومحي الدين بن عربي، ولكن في حفلنا لن يكون هناك الكثير من الأغاني وإنما «موسيقا»، وقد أخذنا المادة الشعرية من نصوص لها علاقة بالمدارس الصوفية.
ويؤكد أن الحفل أقرب للموسيقا الارتجالية، فالنمط الموسيقي الذي اشتغلوا عليه مزيج بين الموسيقا الغربية والجاز وما هو صوفي. مشيراً إلى أن القطعة الأولى ستكون «كرافان» وسيقدمونها على الإيقاع الأيوبي الذي يُستخدم في «الحضرات» المرتبطة بالحالة الصوفية، يقول: «تم ترتيب البرنامج بأسلوب مرتبط بالرياضيات، وفق إيقاعات متناوبة، وكل قطعة موسيقية لها لون وقصة ورائحة».
ويستذكر حفل «قصر العظم» قائلاً: قدمنا قطعة اسمها «لافان» وفي اللحظة التي بدأنا بعزفها كان اللون الطاغي على «الستيج» لون اللافان «البنفسجي الفاتح» مع عطر بخور يتحرك بين الناس بهذه الرائحة، ليصبح استقبال الناس للموسيقا بإطار يلامس حواسهم، وهذا ما نحاول أن نشتغل عليه، ولكن في دار الأوبر لن يكون هناك عطر لأنها مكان مغلق، إلا أن كل قطعة موسيقية سيكون لها لونها.
وينوّه بأنه مما سيُقدم أيضاً قطعة «كحل أسود» وهي ذات إيقاع إفريقي ولون الإضاءة أزرق غامق، وهناك قطعة لم يسبق أن قدموها في «قصر العظم» لـ «أستر بيازولا» وإيقاعها بطيء وحالم، وفيها رقص والأداء لريما حداد. يقول: وهناك ثلاث مقطوعات من تأليفي وقطعة من تأليف «علي خلقي»، وقطعتان من تأليف «إيهاب حمدان ومحمد جمال»، وهي كلها لم تُعزف سابقاً.
وينهي كلامه بالإشارة إلى أنه في عمق المسرح هناك معرض للفنانة التشكيلية يمام غنوم يضم لوحات تتحرك بناء على الموسيقا وبإطار منسجم معها، يقول: «أعتقد أنه ليس هناك في سورية أحد سبق أن اشتغل هذا الشغل».

التالي