يشارك بمهرجان برلين السينمائي.. “فرانتز فانون” يسرد وقائع صادمة في مستشفى الأمراض النفسية

الثورة – أحمد صلال – باريس:

يهدي المخرج الجزائري عبد النور زحزاح هذا الفيلم إلى الطبيب النفسي الرائد فرانتز فانون، الذي بذل الكثير من أجل تحرير “المرضى” من سجن اللجوء.

بعد أن تناول عبد النور زحزاح الحياة القصيرة والمكثفة للدكتور فانون في فيلمه الوثائقي “فرانز فانون، ذاكرة اللجوء”، يُجري تحقيقاً جديداً في الأسباب التي دفعت الطبيب النفسي العظيم إلى تكريس حياته للمظلومين.

الرجل، الذي ربما يكون معروفا أكثر كمدافع عن استقلال الجزائر (الذي دعم حركة المقاومة السرية الخاصة به) منه بنهجه المبتكر في الطب النفسي، لا يزال شخصية معقدة يصعب احتوائها في فئة واحدة. تُقدم سجلات دقيقة حدثت في القرن الماضي في مستشفى بليدة- جوانفيل للأمراض النفسية، في الوقت الذي كان فيه الدكتور فرانز فانون رئيساً للقسم الخامس بين عامي 1953 و1956، تم عرضه العالمي الأول في مهرجان برلين السينمائي الرابع والسبعين، في قسم المنتدى، وهو فيلم أنيق يستحضر.

كما يوحي عنوان الفيلم (الذي، وإن كان خيالياً، إلا أنه يستند إلى البحث الموسع الذي أجراه المؤلف لفيلمه الوثائقي السابق المخصص للطبيب النفسي نفسه)، لا يهدف هذا الأخير إلى أن يكون سيرة ذاتية، بل لمحة سريعة عن لحظة محورية في حياة الدكتور فانون. في الواقع، بين عامي 1953 و 1956، عندما كان يشغل منصب رئيس قسم في مستشفى بليدة- جوانفيل للأمراض النفسية في الجزائر، واجه بحثه في المجال الطبي واقعا ملموساً ومرعباً، فبفصلهم عن الفرنسيين، أصبحوا ضحايا للنهج العنصري والاستعماري للطب النفسي آنذاك.

إن ملاحظة الظروف المزرية التي يُجبر هؤلاء المرضى على العيش فيها هي التي تدفع بطل الفيلم (الذي يؤدي دوره ألكسندر ديسان بحماسة وبساطة) إلى إحداث ثورة في مستشفى يعتبره هو نفسه “مريضاً”.

إذا كان النهج الجديد في الطب النفسي الذي يروج له الدكتور فانون (الاستماع إلى المرضى والترحيب بعالمهم الداخلي، وإلغاء الفصل بين المريض والطبيب، وفتح أبواب المستشفى للسماح بدخول الشمس، وأصوات الطبيعة، والحياة) موثقاً جيداً في الفيلم، فإن ما يسعى بشكل أساسي إلى تسليط الضوء عليه هو الشخصية المعقدة لشخصيته.

صُوّر الفيلم في البليدة بتصويرٍ مهيبٍ وصارمٍ بالأبيض والأسود، ولا يُركّز كثيراً على وجهة نظر المرضى، التي وإن كانت حاضرةً إلا أنها تبقى في الخلفية، بل يُركّز على الواقع كما يُرى من خلال منظور الدكتور فانون الحساس، غاضباً من نهجٍ في الطب النفسي يعتبره “من القرن الماضي” دون أن يُظهر أياً من هذا السخط على وجهه الجامد، يتجول بطل الفيلم داخل مستشفى الأمراض النفسية كشبح، كمرشدٍ روحي وصل إلى مكانٍ مهجور.. يدفعنا الفيلم، بطابعه المسرحي كفيلم رومير، وطابعه الصارم كعملٍ واقعيٍّ جديد، إلى التأمل ليس فقط في مواقف فانون كطبيبٍ نفسيٍّ ومدافعٍ عن استقلال الجزائر، بل أيضاً في السينما كلغة.

مع أن الفيلم لا يتضمن أي مشاهد عنف مذهلة، إلا أن الهدوء الظاهري المنبعث منه لا يقل إزعاجا. فبدون ألوان، تُلخص القصة المروية هنا ثنائية جذرية بين الأبيض والأسود، والظالم والمظلوم، والحرية والسجن، وهي ديناميكية من المعارضة القاسية التي يسعى الدكتور فانون جاهدًا للقضاء عليها.

الفيلم، الذي يبدو أحياناً بطيئاً وهادئاً بشكل لا يُطاق، يخفي في داخله غضباً يغلي بلا هوادة.

آخر الأخبار
الرسوم العجمية بأياد سورية ماهرة  سوريا: الهجوم الإرهابي بحق كنيسة مار الياس محاولة يائسة لضرب التعايش الوطني محامو درعا يستنكرون العملية الإجرامية بحق كنسية مار إلياس بريد حلب يطلق خدمة "شام كاش" لتخفيف العبء عن المواطنين حلاق لـ"الثورة": زيادة الرواتب إيجابية على مفاصل الاقتصاد   تفعيل قنوات التواصل والتنسيق مع الدول المستضيفة للاجئين  ضحايا بهجوم إرهابي استهدف كنيسة مار إلياس في الدويلعة تفجير إرهابي يستهدف كنيسة مار إلياس في دمشق ويخلّف أكثر من 20 ضحية "مطرقة منتصف الليل"... حين قررت واشنطن إسقاط سقف النووي الإيراني زيادة الرواتب بنسبة 200 بالمئة.. توقيت استثنائي تحسن القدرة الشرائية وتحد من البطالة   خبير اقتصادي لـ " الثورة":  الانتعاش الاقتصادي يسير في طريقه الصحيح  يعيد الألق لصناعتها.. "حلب تنهض"… مرحلة جديدة من النهوض الصناعي زيادة الرواتب 200%.. خطوة تعزز العدالة الاجتماعية وتحفز الاقتصاد الوطني  تأهيل المكتبة الوقفية في حلب بورشة عمل بإسطنبول الشيباني وفيدان يؤكدان أهمية مواصلة التنسيق الثنائي   غلاء أجور النقل هاجس يؤرق الجميع.. 50 بالمئة من طلاب جامعة حمص أوقفوا تسجيلهم تأثيرات محتملة جراء الأحداث على الاقتصادات والتجارة منع ارتداء اللثام لقوى الأمن الداخلي بحمص    "يا دهب مين يشتريك "؟ الركود يسيطر وتجار صاغة اللاذقية يشكون حالهم ترحيل مكب قمامة الفقيع بدرعا