الثورة – متابعة عبد الحميد غانم:
بين الباحث الدكتور نبيل سليمان أبو خروف أن إصرار دول الغرب على دعم العدوان الصهيوني، مادياً وسياسياً ومعنوياً، وتبريره، وعلى حماية كيان الاغتصاب من القصاص القانوني الدولي على جرائمه البربرية باستخدام سلاح النقض في مجلس الأمن، والرفض القاطع من قِبَلها لأي وقف للحرب بذريعة الخشية من إفادة المقاومة منها لإعادة بناء قواها، وإمعانها في تجاهل الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وفي تجاهل وجود احتلال لأرضه بالقوة الغاشمة والتعامل مع المواجهة الحالية وكأنها بدأت في 7 أكتوبر الماضي لا قبل ستة وسبعين عاماً، وإصرارها على إدانة الحركة الوطنية الفلسطينية وتزوير هويتها التحررية عن طريق تقديم المقاومة بوصفها ‘إرهاباً’، ثم مشاركتها المباشرة في عملية الإبادة الجماعية لشعب فلسطين في غزة عن طريق الصمت عن جرائم الاحتلال والقتل الجماعي اليومي والتدمير الشامل للبنى ولشروط الحياة والتهجير القسري للمدنيين، وتبرير ذلك كله بمعاودة التأكيد على ‘حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، كله يعكس الطبيعة العدوانية للغرب ونزعته العدوانية التي تأسست على نزعة التفوق والاستعلاء على بقية الشعوب تحت عناوين خادعة وكاذبة.
وأشار الدكتور أبو خروف في محاضرته التي ألقاها في الندوة الفكرية التي أقامتها الجمعية الجغرافية السورية أمس بعنوان” حرب الإبادة على غزة وسقوط خطاب المركزية الحضارية للغرب”، إلى أن سياسات الغرب تجاه الفلسطينيين والعرب ما برحت تُفصح، حتى الآن، عما يكتنفه جوفُها من نظرة استعمارية، عنصرية وتحقيرية وتسلطية واستعلائية، إلى مجتمعاتنا وشعوبنا وحقوقنا.
ونوه الباحث أبو خروف أن مشكلة الغرب في الوعي العربيّ متمثلة في عناوين أربعة: الهيمنة الاقتصادية، الهيمنة السياسية، العنصرية، دعم ‘إسرائيل’. وأن الغرب، كما يراه العرب، هو المسؤول عن تبعيتهم الاقتصادية، وتجزئتهم، وفقدانهم السيادة واستقلالية القرار الوطني، واحتلال أرضهم، والعدوان المادي والرمزي عليهم.