الثورة _ رنا بدري سلوم:
قد تقدّم خشبة المسرح حكماً ودروساً تستقبلها حواسنا وتتقبّلها ذواتنا برحابة صدر، أفكاراً تقبع في خلايا دماغنا، تذكّرنا بأحداث مشابهة مررّنا بها، ومواقف حياتيّة فيها الحزن، الغضب، الظلم والاضطهاد وغيرها الكثير من المشاعر التي ننظر إليها لتصبح فيما بعد المضحك المبكي، ومن هنا كان لا بد أن تتّسع دائرة الوعي لدينا.. فنضحك.
«نادي.. للضحك» مسرحيّة تجمع كل تلك الحالات، واعداً مخرجها مهند زيداني جمهوره بأن يعيد التفكير بذاته وإعادة ترتيبها ليجيب على إشارات استفهام كثيرة لنهايات مفتوحة، وفي تصريحه لصحيفة الثورة بيّن المخرج والممثل مهند زيداني، أن نص «نادي.. للضحك» للكاتب العراقي عمّار نعمة جابر، وهو نص عربي وليس مترجماً، مشيراً إلى أن ما جذبه لهذا النص بالذات ما يحمل في طيّاته من مدلولات وتعدّد لقراءات النفس البشريّة الواحدة، وهذا ما يثير اهتمام المخرج ليبدع في معالجته وتجسيده على خشبة المسرح.
وعن رسالة العرض والتي قد تختلف عن رسالة النّص قليلاً «والكلام لزيداني» فالمخرج له رؤيته الخاصة أثناء الإخراج والتي لا تؤثر على رؤية الكاتب وإنما تكون مكمّلة لها، فالعرض يحمل العديد من الرسائل التي ستترك للمتلقّين حرية التفاعل معها وتقبّلها، ليتلقّى كل منهم رسالته الخاصة، ومن إحدى تلك الرسائل على سبيل الذكر لا الحصر: «إن تغيير المفاهيم والرؤى بشكل سريع قد يخلق منكَ روحاً شريرة ستقتلك في النهاية».
خاتماً زيداني بالقول: «العرض موجّه لمختلف الشرائح في المجتمع، ولكنه لا يصلح للأطفال»، ويشارك في المسرحيّة كل من الفنانين «محمد تلاوي، مهند زيداني»، غدير حمشو مساعدة المخرج، المهندس حسام زيداني «صوت وإضاءة» أما «فن المكياج» للفنان عماد الدين شاقوقة، إنتاج مديريّة الثقافة والمسرح القومي في حماة. وتعرض المسرحية يوم غد على خشبة مسرح المركز الثقافي في مصياف، ضمن مهرجان «مصياف المسرحي».

السابق