الثورة _ رفاه الدروبي:
«فسحة أمل» معرض جماعي نظَّمته مديرية ثقافة دمشق في مركز أبي رمانة، ضمّ ٥٥ لوحة قدَّمها ١٨ فناناً وفنانة من الموهوبين، لكلِّ مشارك لوحتان أو أكثر بإشراف التشكيلية رغدة سعيد، التي أشارت إلى أن المعرض نتاج ورشة عمل عنوانها «شام تاريخ وحضارة» استغرقت شهراً كاملاً في الهواء الطلق في حديقة المركز، وتمَّ عرض أعمال المشاركين في نهايتها، وتؤكد دور الورشة في زيادة خبرة الموهوبين، إذ تعرَّفوا على «الألوان الزيتية، الباستيل، الأحبار، الإكريليك»، وكيفية استخدام تقنيات «الكولاج، السكين»، والرسم ضمن المدارس الفنية بأنماطها وأساليبها المختلفة، كما أوضحت أنَّ الورشة مدَّت المشاركين بالخبرات وشكَّلت حالة من تلاقح الأفكار، لذا أطلقوا على المعرض اسم «فسحة أمل»، مُركِّزين فيه على المرأة بانتصاراتها والبيئة الشامية وفن «الكولينيك»، أي لفّ الورق وفق تشكيل ما، لتكون مجموعتها ضمن التكوين المرسوم وتعطي مظهراً نافراً مع إحاطة اللوحة بالزخارف، ولفتت المشاركة إيمان حمام إلى أنَّها تعلَّمت فن الرسم في معاهد خاصَّة لشغفها به فرسمت حارات دمشق القديمة وأزقتها وبيوتها، وترى بأنَّها رمز الحضارة والتراث، لذا جسَّدتها وفق أسلوب المنهج الواقعي التعبيري، وعرضت إلى جانبها لوحة أخرى عبارة عن طبيعة صامتة، ملوَّنة بالزيتي لا سيَّما الترابي لأنَّ دمشق رمز الحضارة العربية.
بدورها رهام طرقجي رسمت لوحة أطلقت عليها عنوان «المرأة المحاربة»، ورأت بأنَّ المرأة رغم أنَّها تتصف بالأنوثة إلا أنها تتحلَّى بسمات القوة والصمود، وترتدي قناعاً دليل مشاركتها في الحروب ودفاعها عن الوطن، كما رسمت في لوحة أخرى طبيعة صامتة، مستخدمةً السكين وألوان البرونز والأحمر والترابي.
أمَّا محمد غنيم فرأى أنَّ اللوحة تُخلِّد الفنان لأنَّ الإنسان عندما يصل إلى المرحلة ذاتها يمكن أن يبدع، فوجد في دمشق القديمة ضالته ليكون جامع بني أمية والمفردات المحيطة به من بيوت متراكبة عنوان لوحته، إذ دخل في التفاصيل والعمق قدر المستطاع ليصل إلى المرحلة التصويرية، مبرزاً ما يحسُّ به المتجوِّل في جنباتها من مشاعر الحنين والمودة والألفة حين تعانق البيوت بعضها البعض، بينما لوحته الثالثة تُصوِّر عصفوراً يقف فوق صنبور ماء كي يوحي بأنَّنا نعيش على أمل يتجدَّد.
