الثورة – منهل إبراهيم:
تلوح في الضفة الغربية بوادر “انتفاضة ثالثة” بسبب سياسات الاحتلال وانعكاس ما يحصل في غزة على كامل المشهد الفلسطيني الذي يغلي على وقع حرب الإبادة على غزة وأهلها.
وحذر باحث إسرائيلي كيان الاحتلال من “انتفاضة ثالثة” في الضفة الغربية، ورأى الباحث الإسرائيلي، مايكل ميلشتاين، أنّ “إسرائيل” تواجه الغليان في جبهة أخرى، جرى إهمالها بسبب التركيز على غزة ولبنان وإيران، وهي الضفة الغربية.
وفي مقالٍ نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، رأى ميلشتاين، أنّ حالة “إسرائيل” مع الضفة الغربية كمن ينتظر فوران البركان دون أن يحسب حساباً لنطاقه التدميري.
واستعاد الباحث الإسرائيلي أبرز أحداث الفترة الأخيرة في الضفة الغربية، من مقتل المستوطن جدعون بيري على يد شاب فلسطيني، إلى العملية الاستشهادية في “تل أبيب” التي نفذها فلسطيني آخر من نابلس، وقبلها مقتل المستوطن دوناثان دويتش، مؤكداً أن كل ذلك سيؤدي في النهاية إلى انتشار حالة العمليات والاشتباك.
وتحدث ميلشتاين عن 3 عوامل متشابكة تجعل الضفة تغلي، على حد وصفه، مشيراً إلى أنّ هذه العوامل بدأت قبل الـ7 من تشرين الأول 2023، وتسارعت في أعقابه.
العامل الأول، بحسب ميلشتاين، هو الجهود المتزايدة التي تبذلها حركة “حماس” لتعزيز حضورها في الضفة الغربية، وتحديداً من جانب قائدها الجديد في الضفة، زاهر جبارين.
ورأى ميلشتاين أن العامل الثاني لغليان الضفة الغربية هو الدعم والإسناد من محور المقاومة ومن ضمنه إيران، وقال إنّ جهود حماس وإيران تغير الواقع الأمني في الضفة الغربية، حيث يواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي، في مدن شمالي الضفة، مقاومة تخوض معارك وتستخدم عبوات ناسفة بقوة غير مسبوقة في هذا القطاع.
ولفت إلى أنّ البنى التحتية للفصائل الفلسطينية، ولاسيما التابعة لحماس، تتميز بقدر أكبر من الجرأة والتنظيم والتطور أكثر من ذي قبل، وهي تركز على الهجمات ضد أهداف عسكرية في الضفة الغربية، وضد المستوطنات على طول خط التماس.
ولم تَفُت ميلشتاين ملاحظة، مفادها أن المقاومة في الضفة الغربية تقلد أساليب المقاومة في غزة بصورة متزايدة، من إنتاج الصواريخ إلى تخطيط الهجمات على المستوطنات الإسرائيلية، متوقفاً عند العملية الأخيرة في قلب “تل أبيب”، والتي تُعَدّ مؤشراً خطيراً على عودة العمليات إلى قلب الكيان.
والعامل الثالث في غليان الضفة الغربية، بحسب ميلشتاين، هو “ضعف السلطة الفلسطينية”، والذي ينبع من عجزها عن التأثير في الأجندة الفلسطينية التي تقودها حركة “حماس”، ومن القيود التي تفرضها “إسرائيل”، مثل الضرائب والحد من دخول العمال من الضفة الغربية إلى الأراضي المحتلة عام 1948، الأمر الذي يعزز الأزمة الاقتصادية.
ولفت الباحث الإسرائيلي إلى مقطع فيديو ظهر قبل أسبوعين، لمجموعات “الردّ السريع”، في مخيم طولكرم، وقول أحد مقاتليها: “سنسير في درب الشهداء حتى تحرير فلسطين من الدنس، هذا جهاد هدفه النصر أو الشهادة”.
وأكد أنه في جنين وطولكرم ومناطق أخرى، تتعاون مجموعات فتح مع عناصر “حماس”، ويقوم بين الطرفين ما يشبه التحالف.
وختم ميلشتاين مقاله بالتحذير من أنّ الاستقرار النسبي القائم في الضفة الغربية، ليس مضموناً استمراره، مع تزايد احتمالات تحولها إلى جبهة أخرى، وظهور تحدٍّ استراتيجي حادّ يتضمن سيناريوهات مرعبة مثل الانتفاضة الثالثة، في الوقت الذي تجد “إسرائيل” نفسها مطالَبة بإنهاء الاستنزاف في الشمال والجنوب، والتركيز على التهديد الإيراني.
