الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
تعتبر حرفة النسج على النول من الحرف التراثية، التي كان لها حضور لافت على مدى عصور، وقد أتقن الحرفي سامي ذكي نداف ذو السبعين عاماً العمل على النول منذ طفولته، حيث تتلمذ على يد والده وتعلّم أسرار ومفاتيح المهنة التي كان شغوفاً بها.
التقت صحيفة “الثورة” مع نائب رئيس اتحاد الحرفين في حمص الحرفي سامي ذكي نداف الذي أشار إلى أن النول والعمل عليه متوارث أبّاً عن جد، وتحدث عن تجربته قائلاً: بدأت العمل على النول في الرابعة عشرة من عمري، والأنوال كلها في العالم هي النموذج نفسه، وتختلف عن بعضها البعض بطريقة العمل فقط. ويتابع: كان اختصاصنا في حمص نسج “الحطّة” التي تضعها النساء على الرأس في كامل الريف السوري، وهي على شكل كعكة، بالإضافة لنسج الزنار الحريري الذي يضعه الرجال على الخصر فوق القنباز، ويعتبر هذا الزي من التراث الذي تفخر به كل منطقة، فكنا نقوم بنسج القطع وتوزيعها على الأرياف السورية كافة.
ويؤكد أن منتجاتهم كانت تصل حتى الجنوب “درعا والسويداء”، وإلى حلب في الشمال، لكنه توقف عن العمل حالياً، بسبب اندثار المهنة وزوالها، فلم يبقَ غيره في مدينة حمص يعمل على النول، ويلفت إلى أن أولاده استنكفوا عن تعلّم الحرفة، في وقت تغيرت ميول الشباب واهتماماتهم. ويضيف النداف: كان هناك عشرة آلاف نول في حمص وريفها، نصنع المنسوجات من خيط الحرير أو القطن بناء على طلب الزبون، وحالياً أقوم بالمشاركة في بعض المعارض المقامة، لعدم وجود أي دعم معنوي.
واختتم حديثه مشدداً على عراقة هذه الحرفة، حتى أن ملكة بريطانيا إليزابيت الثانية، من كثرة إعجابها بالقماش الحريري الذي يطلق عليه “الدامسكو” في دمشق، قامت باقتناء قطع منه.