هشام اللحام :
عمل الاتحاد الرياضي العام ومنذ سنوات خلت على إفساح المجال لرجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال من محبي الأندية ليدخلوا ويدعموا أنديتهم، وذلك لتخفيف العبء عن الاتحاد الرياضي والمساهمة مالياً في مساعدة الأندية لإقامة أنشطتها.
وقد أصبح هذا الأمر طبيعياً وشائعاً حتى أخذ هؤلاء الداعمين مكانة مرموقة في الأندية على حساب أهل الخبرة، وصاروا يتحكمون بكل شيء رغم أنهم لا يملكون الخبرة والمؤهلات الإدارية والفنية.
لكن كنا دائماً نحذر ونقول: إن وجود رجال الأعمال أمر جيد ولكن سلبياته أكثر من إيجابياته، فالأسباب التي تدفع أصحاب المال من غير الرياضيين لدخول الأندية ليست من باب الدعم والمحبة فقط، فما الذي يدفع رجل أعمال لينفق الكثير من المال إذا لم يحقق ربحاً أو مكسباً ما؟ والدليل أن هؤلاء يتركون أنديتهم في أي لحظة مهما كانت ظروف الأندية، وهؤلاء قد يسجلون شيئاً مما يدفعونه كديون ترهق الأندية فيما بعد، وهؤلاء قد يتصرفون في الأندية وفق أهوائهم وليس وفق ما تقتضيه المصلحة الفنية والتنظيمية.
وقلنا أيضاً إنه يجب أن يولي الاتحاد الرياضي الأندية الاهتمام، والعمل على أن يكون لكل نادٍ استثماراته التي تجعل له موارد خاصة وثابتة يعتمد عليها فلا يحتاج لأحد، ولا يكون في خطر بين الحين والآخر.
والمؤسف اليوم أن ما حذرنا منه ونحذر بات أكثر وجوداً، وها هو نادي الفتوة الذي توج بالموسم الماضي بطلاً للدوري يعاني ويعاني، فلم يُقبل أحد على انتخابات مجلس الإدارة لأن النادي يعاني مالياً ومن الصعب على أي إدارة أن تنجح بغياب المال، وتغيرت الإدارة المعينة بقرار من المكتب التنفيذي مرتين خلال شهر، علماً أن أمام النادي مشاركة خارجية تتطلب اهتماماً خاصاً، ودعم الاتحاد الرياضي في المشاركة الخارجية لا يكفي لأنه من الطبيعي أن يسأل مجلس الإدارة: وماذا بعد المشاركة الآسيوية؟ هلى سنتسول ونستجدي ليستطيع بطل الدوري المنافسة في الدوري الجديد؟
باختصار.. رياضتنا لا تدار بشكل صحيح وخاصة في أساس البناء الرياضي الأندية التي تحتاج إلى قوانين خاصة تجعلها أندية حقيقية يقبل عليها الجميع دون خوف أو تردد.
