الثورة – هلال عون:
كثيرة هي المبادرات الإيجابية الداعمة للعمل الاجتماعي أو الاقتصادي التنموي الوطني، أو فعل الخير الذي يطال أسرنا الفقيرة، منها ما هو تشجيع للمشروعات الصغيرة والمتناهية في الصغر ودعم الأسر المحتاجة، سواء كان من قبل مؤسسات الدولة أو من قبل المجتمع المحلي، ومنها ما هو للحفاظ على هوية الأسواق التراثية في مدننا التاريخية ودعمها بالمال والأدوات كي تحافظ على شواهد حضارتنا، ومنها ما هو ثقافي وفني وتوجيهي.
وبالأمس قرأنا كيف تعمل الأمانة السورية للتنمية بالتعاون مع مؤسسات الدولة والمجتمع في حمص بالتعاون مع أبناء المجتمع المحلي على ترميم أسواق حمص التراثية ويبلغ عددها 15 سوقاً تراثياً، انطلاقاً من حاجة المدن السورية للحفاظ على تراثها والمهن التراثية والهوية العمرانية، وقرأنا أنه تم تأمين حوالي 15 مليار ليرة سورية تمويل من مساهمات وتبرعات أهالي محافظة حمص لإنجاز هذا المشروع الذي سيعيد الحياة لأسواق حمص التراثية.
وفي حديث له حول المبادرات الإيجابية الداعمة للعمل الاقتصادي التنموي الوطني، أشاد الخبير الاقتصادي الدكتور فادي عياش في تصريح لـ “الثورة” بمثل هذه المبادرات، ووصفها بالمهمة، ومنها أيضاً حملة “رجال الأعمال مع خبير”، وهي عبارة عن جلسات عمل حوارية علمية ومهنية تهدف إلى تقديم الدعم العلمي والمهني لقطاع الأعمال الوطني ومساندته في الظروف المعقدة التي يواجهها في بيئة العمل الحالية، لافتاً إلى أن هذا النوع من المبادرات الإيجابية يحتاج التأييد والدعم والمساندة، ومنها أيضاً حملة “مسرح ستاند أب أكاديمي” مبيناً أن هناك نسخة جديدة من هذا المسرح بعنوان: “نقطة من أول السطر” ستبدأ خلال الأيام القليلة القادمة.
وحول الأسلوب والهدف أوضح د. عياش أن المبادرات المجتمعية هي بمثابة رحلة العطاء للمجتمع وللشباب التي تنطلق من الإيمان بقدراتهم ومواهبهم في العمل وإرادتهم في التطوير والتغيير الحقيقي بطريقة هادئة وسلسة ومؤثرة تمنح الطاقة الإيجابية للشباب.
وأضاف على سبيل المثال أن “ستاند أب” يتناول الحديث التحفيزي في قضايا مجتمعية تتعلق بالسلوكيات الفردية التي تتفشى في المجتمع وتصبح سلوكاً عاماً، وفي معالجتها أو نقدها يتم تقديم كوميديا سوداء وصنع التغيير من خلال الابتسامة اللطيفة فيكتشف المتلقي الخطأ ويبدأ بتغيير السلوك بهذا الهمس اللطيف الذي يداعب مشاعره ويعطيه الطاقة الإيجابية، مضيفاً بأن أسامة ساطع أنجز العديد من المسارح، آخرها كان في قصر العظم بعنوان “ماذا لو” والتي اعتبرها سلاحاً ذو حدين تؤثر سلباً على شخصية الفرد فيفقد الإحساس بما يعيشه في الوقت الحالي وما سيعيشه في المستقبل المبهم، وتوجه في هذا المسرح إلى أشخاص من خلال مجموعة من الصور حولها إلى كوميديا سوداء وأسقطها على أشخاص مشاركين معروفين ليكونوا مؤثرين ببقية الحضور.
يذكر أنه يرافق ستاند أب أكاديمي فرقة فنية تمثل التراث السوري وترسخ الفكرة برقصة إيحائية من تراثنا السوري اللا مادي.