الثورة – دمشق – إخلاص علي:
نتيجة الهطولات المطرية في بعض المناطق الساحلية والتي يمكن أن تؤدي إلى زيادة نشاط حشرة ذبابة ثمار الزيتون نتيجة لتوفر الظروف المناسبة من رطوبة وحرارة معتدلة وزيادة حجم الثمار نصحت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي المزارعين بمراقبة حقولهم ورصد الإصابة من خلال المصائد ومراجعة الفنيين في الوحدات الإرشادية أو دوائر الوقاية في المحافظات لتحديد درجة الإصابة واتخاذ الإجراءات المناسبة والتدخل بإجراء المكافحة عند اللزوم للمحافظة على سلامة الثمار وجودة الزيت.
وبحسب مديرية مكتب الزيتون تنتشر ذبابة ثمار الزيتون في جميع دول حوض البحر الأبيض المتوسط وكذلك في مناطق أخرى من العالم، أما في سورية فتنتشر في جميع مناطق زراعة الزيتون وتتركز الإصابة في الساحل السوري والمناطق الرطبة وإدلب وحلب•
الضرر وأعراض الإصابة
1- أضرار مباشرة: انخفاض الإنتاج نتيجة تساقط عدد كبير من الثمار حيث تتغذى اليرقات على ثمار الزيتون داخل اللب وينتج عن هذه التغذية سقوط الثمار المصابة على الأرض قبل نضجها، إضافة إلى تدني جودة الثمار فتصبح غير صالحة للأكل والتخليل، ويمكن أن تصل الخسائر في كمية ونوعية المحصول إلى 80% إذا لم تتخذ أي إجراءات بشأن ذلك.
2- أضرار غير مباشرة: حيث تسبب الإصابة انخفاض في نسبة الزيت وتدني مواصفات الجودة نتيجة لنمو ونشاط الكائنات الحية الدقيقة في الأنفاق التي تحدثها يرقات الآفة والذي ينتج عنه زيادة النشاط الأنزيمي لأنزيم الليباز وبالتالي ارتفاع نسبة الحموضة الحرة (الأسيد) خاصة مع إطالة فترة تخزين الثمار المصابة قبل العصر. وزيادة فعالية الأكسدة مما يتسبب بارتفاع رقم البيروكسيد إضافة إلى تدني المواصفات الحسية وظهور الطعم الدودي في الزيوت الناتجة عن عصر ثمار مصابة.
دورة الحياة
تقضي الآفة البيات الشتوي بطور العذراء داخل التربة في معظم الأحيان، أو في شقوق البناء في معاصر الزيتون•
يبدأ جذب الحشرات الكاملة إلى المصائد في بداية شهر حزيران في المناطق الساحلية، وفي نهاية شهر حزيران في المناطق الداخلية• حيث تضع الأنثى بيضة واحدة على كل ثمرة في سنوات الحمل الجيد، ويمكن أن تضع أكثر من بيضة على الثمرة الواحدة في سنوات قلة الحمل (المعاومة)• كما تمتلك الآفة خاصية التفضيل بالنسبة لأصناف الزيتون المبكرة النضج كبيرة الحجم (أصناف المائدة)• ونادراً ما تصاب الثمار التي يقل قطرها عن /6 ــ 7/مم•
تتغذى اليرقات على الجزء اللحمي من الثمرة على شكل أنفاق متعرجة• وتتعذر الأجيال عدا الأخير في مناطق التغذية• وبالتالي لهذه الحشرة /4 ــ 5/ أجيال حسب المناطق (ساحلية ــ داخلية) ومدة الجيل في فصلي الصيف والخريف تتراوح /32 ــ 36/ يوماً•
وفي سنوات الشتاء الدافئ يمكن أن لا تدخل الآفة في طور البيات فتقضي بعض الحشرات الشتاء بطور حشرة كاملة•
برنامج المكافحة المتكاملة
يعتمد برنامج المكافحة المتكاملة لذبابة ثمار الزيتون على ما يلي:
ــ رصد أطوار الحشرات الكاملة باستخدام:
1ــ المصائد الجاذبة البلاستيكية (ماكفيلد) بمعدل /30 ــ 50/ مصيدة/هكتار ويستخدم فيها هيدروليزات البروتين (3 ــ 5%) أو ثنائي أمونيوم فوسفات (1.5 ــ 2%) كمادة جاذبة وذلك عند بدء تصلب النواة، اعتباراً من بداية حزيران في المناطق الساحلية وأواخره في المناطق الداخلية وهي تجذب كل من الذكور والإناث•
2ــ المصائد الجنسية (الفرمونية): تستخدم بمعدل /2 ــ 5/ مصيدة في الهكتار وتوضع قبل فترة وجيزة من مواعيد تعليق المصائد الجاذبة (ماكفيلد) وهي تعمل على جذب الذكور بشكل رئيسي•
3ــ رصد أطوار الحشرات الكاملة (يرقة): ويتم بفحص /100/ ثمرة زيتون وتحسب العتبة الاقتصادية التي حددت بشكل أولي بـ:
5% يرقة حية لكل /100/ ثمرة من أصناف التخليل (جلط ــ دعيبلي ــ قيسي ــ خوخي ــ محزم أبو سطل)•
(7 ــ 8%) يرقة حية (حسب موسم الحمل) لكل /100/ ثمرة من الأصناف الثنائية الغرض والزيت (صوراني ــ خضيري ــ دان ــ زيتي)•
صيانة الأعداء الحيوية الطبيعية
تذخر بيئتنا السورية بالعديد من الأعداء الحيوية لهذه الآفة ومن خلال مجموعات حصر وتصنيف الأعداء الحيوية لآفات الزيتون تم حصر وتصنيف العديد منها وهذا يتطلب الحد من الاستخدام العشوائي للمبيدات•
العمليات الزراعية
إن فلاحة التربة في نهاية فصل الخريف تساعد على تعريض العذارى المشتية داخل التربة إلى الظروف المناخية مما يساعد في القضاء على نسبة كبيرة منها• وفي سنوات الإصابة تشتي أعداد كبيرة من عذارى الآفة ضمن شقوق معاصر الزيتون وإن القضاء على هذه الأطوار يخفف من كثافة الجيل الأول للآفة•
وقبل اتخاذ أي قرار بالمكافحة تراعى العوامل التالية:
1 ــ العوامل المناخية السائدة (درجات الحرارة المرتفعة أعلى من /35/م5، الرطوبة النسبية والأمطار)•
2 ــ قراءة المصائد الجاذبة (ماكفيلد والجنسية)•
3 ــ تشريح الثمار وتقدير نسبة الإصابة الحية ومعرفة أطور الحشرة•
4 ــ صنف الزيتون: تفضل الآفة الأصناف الكبيرة الحجم باكورية النضج (دعيبلي، قيسي، خلخالي)•
5 ــ سنة الحمل وتأثيرها على حجم الثمار ومدى نضجها وقطر الثمار•
6 ــ الأعداء الحيوية وأطوارها•
7 ــ حالة مبايض الإناث ومدى تطور البيوض•
وفي ضوء هذه المعطيات يتخذ قرار بالرش الجزئي أو الكامل (حسب الأطوار المتواجدة من الآفة والعتبة الاقتصادية) وينصح بالرش الجزئي•
المكافحة
– المكافحة بالمصائد الغذائية(جاذبة غذائية)
ويتم استخدام مصيدة لكل شجرة ومصيدتان لكل شجرة على حدود الحقل مع مراقبة درجة الإصابة بوجود المصائد الغذائية وفي حال زادت شدة الإصابة يمكن اللجوء إلى المكافحة الكيميائية.
– الرش الجزئي (الطعم السام):
ويستعمل عندما تكون أطوار الحشرة في الثمار المصابة 80% منها في طور (عذراء ثقب الخروج) مع الأخذ بعين الاعتبار عدد الحشرات المجذوبة بالمصيدة وذلك عند تحديد الرش، ويحضر الطعم السام المستخدم في الرش الجزئي كالتالي:
ــ 0.5 ليتر هيدروليزات البروتين•
ــ /150 ــ 200/ مل دايمثوت تركيز 40% محلولة جميعها في /100/ لتر ماء•
ــ ترش كل شجرة بمعدل /1/ ليتر على أحد أطرافها أو يرش صف أشجار ويترك صفين بدون رش وبهذا تعتبر الأشجار المرشوشة بمثابة المصيدة• ومن مزايا الرش الجزئي:
1 ــ قلة تأثيرها على الأعداء الحيوية•
2 ــ توفير في التكاليف حيث أن تكاليف الرش الجزئي تعادل 1/3 من تكاليف الرش الكامل•
الرش الكامل
ــ يطبق مباشرةً عندما تتجاوز نسبة الإصابة الحية (7 ــ 8%) عندما تكون النسبة المئوية لأطوار الحشرة غير الكاملة (يرقات في العمر الأول والثاني) 80% فما فوق على أصناف الزيتون الثنائية الغرض وأصناف الزيت، و5% على أصناف التخليل (زيتون المائدة) وذلك باستخدام المبيدات المناسبة•