الثورة _ ناصر منذر:
رغم المطالبات الدولية المستمرة بضرورة وقف العدوان على قطاع غزة، ومحاسبة مجرمي الحرب الصهاينة، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يتجاهل تلك المطالبات، ويضرب بعرض الحائط كل القوانين الدولية، ويواصل عدوانه الوحشي على القطاع المنكوب لليوم الثاني والأربعين بعد الثلاثمئة على التوالي، متسلحا بالدعم الأميركي غير المسبوق، ما يشجعه على تصعيد جرائمه، وتكثيف قصفه الجوي والمدفعي للأحياء السكنية والمستشفيات، ومدارس « الأونروا» التي تحولت إلى مراكز إيواء للنازحين، ومخلفا عشرات الشهداء والجرحى معظمهم من الأطفال والنساء.
وفي هذا السياق أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ 24 الماضية 3 مجازر في قطاع غزة وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 34 شهيداً و96 جريحاً.
وقالت الوزارة في بيان اليوم: إن عدد ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 342 على القطاع ارتفع إلى 41118 شهيداً و95125 جريحاً، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
من جانبها ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن خمسة فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون بجروح فجر اليوم، جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مخيم جباليا شمال قطاع غزة وحي الزيتون جنوب مدينة غزة.
وذكرت وكالة وفا أنه استشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون، إثر قصف الاحتلال منزلاً في منطقة الفاخورة بمخيم جباليا شمال قطاع غزة نقلوا إلى مستشفى كمال عدوان في المخيم، فيما استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون، في حي الزيتون جراء قصف الاحتلال شارع كشكو في الحي.
كما نسف الاحتلال مباني سكنية في المناطق الشمالية لمخيم البريج وسط قطاع غزة، وأغار طيرانه على منزل بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وتعرض حي الصبرة جنوب مدينة غزة للقصف المدفعي، فيما استشهد 4 فلسطينيين بينهم شقيقان وأصيب عدد آخر بجروح مختلفة، بعد استهداف طيران الاحتلال منزلا في منطقة الأوروبي شرق مدينة خان يونس.
وفي مدينة رفح، استشهد 3 فلسطينيين إثر قصف الاحتلال لمنطقة خربة العدس شمال المدينة.
وفي سياق مواز، قالت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، إن استمرار استهداف الاحتلال الإسرائيلي مدارس «الأونروا» في قطاع غزة، هو جزء من حرب الإبادة.
وأضافت في بيان صادر عنها اليوم، إنه في الوقت الذي تتوقف فيه العملية التعليمية في المحافظات الجنوبية منذ قرابة العام، لا تزال قوات الاحتلال مستمرة في استهداف مدارس «الأونروا» ومقارها ومنشآتها وموظفيها وبرامجها وخدماتها.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال استهدفت أكثر من 70% من مدارس ومراكز الأونروا، التي تُستخدم كملاجئ للنازحين. وكان آخر هذه الاستهدافات ما تعرضت له مدرسة الجاعوني في مخيم النصيرات وسط القطاع، مما أدى إلى استشهاد 6 من موظفي الأونروا، ليصل عدد موظفي الأونروا الذين استشهدوا خلال هذه الحرب المدمرة إلى ما يقارب 220 موظفاً وموظفة وعائلاتهم، وهو ما يعد انتهاكاً سافراً للقانون الدولي الإنساني.
ودعت دائرة شؤون اللاجئين، المفوض العام للأونروا لتقديم طلب للأمين العام للأمم المتحدة من أجل تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في جميع الجرائم والاستهدافات التي تعرضت لها وكالة الأونروا في قطاع غزة.
وأكدت على أهمية توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأكبر جريمة إبادة جماعية يشهدها العصر الحديث، داعية إلى حماية الأونروا ومجتمع اللاجئين، ووقوف المجتمع الدولي موقفاً حازماً أمام الاستهداف المتعمد للأونروا ومجتمع اللاجئين في المخيمات.
كما أكدت دائرة شؤون اللاجئين، على أهمية قيام الأونروا بوضع استراتيجية خاصة لعودة التعليم للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة المدمر. واعتبرت أن ذلك يمثل جزءاً أساسياً من استعادة الحياة وإعادة إنتاجها، ويعد جزءاً من معركة البقاء وتعزيز الصمود على الأرض الفلسطينية.