سأعترف الآن أنني سرقت فلسطين من تحت أقدام أصحابها، وأعترف أنني سرقت التراب والهواء والليمون من مخازن أهله في غزة والضفة ورام الله والقدس قبل سنوات عدة، شجعني وتواطأ معي الحليف الغربي المجنون، الذي مازال حتى اللحظة يدعمني ويهددني بعدم الاعتراف وكشف الأسرار، لكنني اعترفت أخيراً.
الآن أتحرر من السر المعروف للجميع وأُفشل في غزة والضفة وأتحرر من ابتزازات الأصدقاء في حكومات احتلالنا، وأرتاح راحة مزدوجة، راحة قول حقيقة كان يجب التصريح بها منذ سنوات، والتحلل من مطالب صديق مزعج، يترصد كالذئب ظل أسرار أصحابه ليبتزهم من خلالها.
الآن وأنا الرئيس الأسبق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) عامي أيالون أقولها “لو كنت فلسطينياً لحاربت بلا حدود مَن سرقوا أرضي” ولتشهد على قولي صحيفتي العبرية معاريف، وتعرف العالم أننا سرقنا أرض فلسطين.
تسلل المجنون نتنياهو (الذي أقنعني بشرعية ما نفعل، وأقنع غيري) ليدمر غزة ويستعد لتدمير الضفة، ونحن قمنا من قبل باحتلال فلسطين منذ عام 1948 وتهجير مئات آلاف الفلسطينيين.
يا ترى أتكفي مقدمتي “الشجاعة” المضحكة لإعادة دماء من استشهد أو بيت من دمر أو دموع من فارق أحبابه على ثرى فلسطين، أتكفي مقدمة اعترافي للدخول في موضوع الظلم الفعلي الذي تتمرغ فيه غزة والضفة؟ أيكفي هذا الاعتراف ليظهر مدى الجريمة الواقعة بحق فلسطين؟
نعترف بوقاحة كيف سرقنا الأرض من الفلاح والقمح من البيادر والأطفال من الأرحام وقلت من قبل حرفياً: “بالفعل في 1923 كتب زئيف جابوتنسكي كتاب الجدار الحديدي، إنه يقول أساساً ما أقوله، يقول إنه لا يمكننا لومهم، لقد سرقنا أرضهم وسيحاربوننا”.
ولقد حذرتهم من قبل بعبارة أخرى، وأنا أرى انهيار “إسرائيل” في أعقاب طوفان الأقصى، فخلال مقابلتي مع قناة “إيه بي سي” الأمريكية للحديث عن حرب “إسرائيل” على قطاع غزة، قلت في آذار الماضي: “لو كنت فلسطينياً لحاربت إسرائيل من أجل حريتي”.. نعم أنا عامي أيالون أعترف إذا جاء شخص ما وسرق أرضي، سأحاربه بلا حدود.
منهل إبراهيم