الثورة – رفاه الدروبي:
“لوحة وروح” معرض فني جماعي ضمَّ أربعين عملاً إبداعياً في ثقافي أبو رمانة، شارك فيه الفنانون: محمد الركوعي، معتز العمري، علي جروان، والشقيقتان التشكيليتان خلود وعبير كريمو، مُتَّبعين مدراس متعددة.
يستشرف المستقبل
التشكيلي علي جروان شارك بسبع لوحات، بعد أنَّ جذبه العنوان، لأنَّ اللوحة عندما ينجزها الفنان يُعبِّر فيها عن روحه ومكنونات نفسه، وتعكس مجموعة أحاسيس داخلية يبرزها على القماش الخام، بهدف تقديم فن ملتزم بالقضايا الكبرى كالقضية الفلسطينية، ويوجِّه من خلالها رسالة للأهل في الأراضي المحتلة، متبعاً الأسلوب الواقعي التعبيري، تخلله المنهج الرمزي الظاهر في طيور الحمام الحائمة فوق البيوت لتعطي الأمان وتبشِّر بالسلام والوئام، مستخدماً ألوان الإكرليك المتدرِّجة من الأزرق الغامق إلى الفاتح، ليقول من خلالها: إنَّ الليل لابدَّ أن ينجلي، مستشرفاً المستقبل بإحساس شفيف بعودة الحق إلى أصحابه مهما طال الزمن، بينما قصد برسم المرأة فلسطين الوطن الأمان والخلاص وأمّ الجريح والمقاومة والأسيرة، لكنَّه لم ينسَ أن يُخلِّد تراث بلده برموز على الثوب ما يعطيه جمالاً وروعة.
وجوه أنثوية
كما شاركت التشكيلية خلود كريمو بعشر لوحات باعتبار أنَّ المعرض من تنظيمها، حيث تنوَّعت لوحاتها بين وجوه أنثوية “بورتريه”، جسَّدت داخلها مجموعة أشخاص، ولجأت إلى التنويع بالألوان، لأنها رسمت وجوهاً تعكس الروح، منتقيةً الألوان الترابية لتكون حاضرة نظراً لارتباطها ارتباطاً وثيقاً بالإنسان وعلاقته بالأرض، بينما ترمز المرأة للوطن.. للأرض.. للخصب والجمال، مُتَّبعةً أسلوباً تعبيرياً بألوان زيتية.
قارب اللجوء
بدوره التشكيلي معتز العمري قدَّم في المعرض سبع لوحات تناول فيها عدة موضوعات، كلّ موضوع يحمل عنواناً للوحة أعطاها شيئاً مختلفاً عن الآخر، ظهرت بالحركة واللون، رسمها بألوان الإكريليك ليعبِّر عن حالة إنسانية، وخاصة ما يتعرَّض له المواطن الفلسطيني من قتل وتعذيب في قطاع غزة الصامد، كما رسم حالات تعبيرية، مثل لوحة “القارب” المجسِّدة لحالة الأشخاص الموجودين فيه نتيجة التهجير، ورمز بالخيط الأزرق للبحر المحيط بالقارب كي يعبر عن أشخاص هاجروا من بلدهم إلى بلد آخر رغماً عنهم لأن الإنسان يبحث دائماً عن ملاذ آمن، فيُعرّض نفسه للخطر.
بينما علق بجانبه عملاً ثانياً أسماه “جدل” عبارة عن تشبيه يترك الحالة فيه للمتلقي، كي يُفكِّر ويسرح فيه، مُستخدماً تقنيات متعدِّدةً، ولم يغفل عن قضية فلسطين بل كانت اللوحة تمثّل دماء الشهداء وصمود الإنسان الفلسطيني، متطرِّقاً لما يتعرَّض له من قتل وتعذيب.