الثورة – عمار النعمة
ضمن احتفالية “خلف الظلال حكايا تروى للأجيال”، التي أقيمت في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق، أطلقت وزارة الثقافة والأمانة السورية للتنمية كتاب “خيال الظل السوري”، وهو العنصر الثقافي التراثي المسجل على قوائم اليونيسكو كأحد عناصر الفن العريق .
ويأتي عنصر مسرح خيال الظل الذي أدرجته اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي التابع لمنظمة “اليونيسكو” الأممية عام 2018 على قائمة التراث، والذي يحتاج إلى الصون العاجل، حصيلة جهد مجتمعي “أهلي وحكومي” دؤوب للحفاظ على هوية مكون ثقافي تراثي وضمان استمراريته.
وتضمنت الاحتفالية التي حضرها عدد من الشخصيات الثقافية والدبلوماسية ووسائل الإعلام عرضاً بصرياً يجسد خيال الظل من خلال شخصيات حقيقية.
وجاء الكتاب الذي يعدُّ وثيقة ومرجعاً يُلّخص بين دفتيه نتاج عمل وبحثٍ وجهدٍ قام به فريق التراث الحي في الأمانة بالتشارك مع جهات عدة تُعنى بالحفاظ على التراث السوري المادي واللامادي بما يقارب 153 صفحة من القطع الكبير، وقد تضمن خمسة فصول وملحقين، تحدث الفصل الأول عن المفهوم والنشأة والمصطلحات وتعريف خيال الظل وتاريخه في كل من الهند وإندونيسيا والصين وخيال الظل العربي مع التصنيف الأكاديمي لمسرح خيال الظل والتمييز بين أنواع الكاراكوزات وأنواع خيال الظل.
وتحدث الفصل الثاني عن خيال الظل في سورية وجمهوره وعلاقته بالمجتمع وعن المخايلين وشخوص خيال الظل وتقنياته واستخدام عناصره والأعلام الذين ساهموا فيه.
واستعرض الفصل الثالث التراث الثقافي غير المادي وآليات صونه، والتراث الثقافي المادي، في حين تناول الفصل الرابع صون خيال الظل في سورية ودور الجهات المعنية بذلك، أما الفصل الخامس والأخير فقد تناول مشروع توثيق قطع مسرح خيال الظل ومنهجية عرض القطع الموثقة.
وقالت وزيرة الثقافة في حكومة تسيير الأعمال الدكتورة لبانة مشوح في كلمة لها: إن خيال الظل هو أحد تلك العناصر الثقافية التي وصلت إلينا عبر طريق الحرير لتنصهر في البوتقة السورية وتكتسب خصائص وممارسات جعلت منها عنصر تراث غير مادي سورياً بامتياز، مؤكدة أن إدراجه على قوائم التراث الإنساني كان نقلة نوعية ألزمتنا ببذل جهود كبيرة للتعريف بهذا العنصر المهدد بالخطر والتوعية بأهميته التراثية وصونه وتطويره.
وأشارت د.مشوح نحن السوريين نعتز بكوننا بناة حضارة منذ آلاف السنين وبحكم موقعنا الجغرافي المميز على طريق الحرير والبخور اغتنينا من نتاج حضارات الأمم وأغنيناها، وتبادلنا وإياهم البضائع والمعارف والعلوم والمرويات والعادات والممارسات ليصبح كل منا ما هو عليه اليوم على خريطة الحضارة الإنسانية.
ولفتت وزيرة الثقافة إلى الجهود المشتركة التي بذلت بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية ليصبح عدد المخايلين المحترفين من المجتمع المحلي في دمشق وحلب وطرطوس والسويداء 75 مخايلاً محترفاً بعد أن كان هناك مخايل واحد في كل سورية.
بدوره قال الرئيس التنفيذي للأمانة السورية للتنمية شادي الألشي: إن إنتاج الكتاب جاء بجهد وخبرات وطنية على أمل أن يكون أنموذجاً يتكرر مع كل عنصر من عناصر التراث الثقافي السوري غير المادي ولكل موقع أثري يشكل هويتنا وثقافتنا، ويسهم في الحفاظ عليها.
وأوضح أن صون عناصر التراث غير المادي عملية مستمرة، له العديد من الأشكال والأنماط، ولا يتعلق فقط بالترويج للعنصر ودعم ممارسيه وإنما أيضاً بتوثيق هذا التراث وحفظه للأجيال القادمة ونقل المعرفة والإبداع المرتبطة به، وكتاب خيال الظل السوري هو مادة عملية وشكل من أشكال صونه.