الثورة – ناصر منذر:
لليوم السادس على التوالي، واصلت إسرائيل وإيران هجماتهما الجوية والصاروخية المتبادلة، من دون أفق واضح لإيقاف الحرب في المدى القريب، حيث أعلنت “تل أبيب” أنها قصفت عدداً من المواقع والمنشآت العسكرية، وموقعاً لأجهزة الطرد المركزي، فيما استخدمت طهران لأول مرة الجيل الأول من صواريخ “فتّاح”،البالستية فرط الصوتية، وذلك وسط أنباء حول إمكانية دخول الولايات المتحدة الحرب بشكل رسمي إلى جانب إسرائيل.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم شن سلسلة غارات على أهداف عسكرية في العاصمة الإيرانية طهران، استهدفت منشآت عسكرية.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن 50 مقاتلة قصفت نحو 20 هدفاً في طهران الليلة الماضية بما في ذلك مواقع لإنتاج مواد خام ومكونات وأنظمة تصنيع صواريخ. وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
وأعلن المسؤول العسكري مهاجمة 5 مروحيات عسكرية إيرانية في قاعدة بمنطقة كرمانشاه، مشيراً إلى أن الغارات الإسرائيلية استهدفت أيضاً موقعاً لصناعة أجزاء صواريخ أرض أرض ووسائل قتالية، كما طالت موقعاً لصناعة أجهزة الطرد المركزي في طهران ضمن مساعي تدمير البرنامج النووي، بحسب وصف المسؤول العسكري الإسرائيلي.
في المقابل، ردت إيران على الهجمات الإسرائيلية، بموجة جديدة من الصواريخ، استخدمت خلالها صواريخ “فتاح” من الجيل الأول، وفق ما أكده الحرس الثوري الإيراني في بيان نقلته وكالة تسنيم، مشيراً إلى أن صواريخ “فتّاح” أوصلت رسالة اقتدار إيران إلى حليف تل أبيب المحرّض على الحرب.
وقال الحرس الثوري في بيانه، أنه “تم اطلاق الموجة الحادية عشرة من العملية المشرّفة “الوعد الصادق 3” باستخدام صواريخ “فتّاح” من الجيل الأول؛ التي شكّلت بداية نهاية أسطورة الدفاعات الجوية للجيش الصهيوني، وأدخلت الصهاينة في حالة من الارتباك والانهيار الذاتي”. وفق تعبيره.
وأضاف البيان، “لقد هزّت صواريخ “فتّاح” القوية وعالية القدرة على المناورة، ملاجئ الصهاينة مراراً بعد أن اخترقت درعهم الدفاعي، وأوصلت رسالة اقتدار إيران إلى الحليف المحرّض على الحرب لتل أبيب، الغارق في الأوهام والخيالات الفارغة”. حسب قوله.
وتابع، الهجوم الصاروخي الليلة الماضية أثبت أننا قد بسطنا سيطرة كاملة على أجواء الأراضي المحتلة، وأن سكانها باتوا بلا أي دفاع في مواجهة الهجمات الصاروخية الإيرانية.
يأتي ذلك، وسط أنباء عن استعداد الولايات المتحدة للانضمام إلى إسرائيل في هجماتها ضد إيران، وقد أثار التساؤل حول ما إذا كان يجب على الولايات المتحدة الانضمام إلى إسرائيل، أم البقاء خارج هذا الهجوم تماماً، انقسامات بين مؤيدي الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وفق ما ذكرته قناة” بي بي سي نيوز”.
وبحسب القناة، ذكرت التقارير أن الرئيس دونالد ترامب يفكر في المساعدة في استهداف المنشآت النووية الإيرانية، وذلك عقب اجتماع أمس الثلاثاء، مع مستشاريه للأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض.
وقد أشار عدد من أنصار مبدأ “أميركا أولاً” إلى أن ترامب تعهد بعدم تورط الولايات المتحدة في “الحروب الأبدية” مثل تلك التي أودت بحياة آلاف الجنود الأميركيين في أفغانستان والعراق. بينما يحرّض آخرون من صقور الحرب في الحزب ترامب على استهداف إيران.
وكان ترامب قد صرح، بأنه قد يقوم بضرب المنشآت النووية الإيرانية وقد لا يقوم بذلك، وقال: كان على إيران التفاوض معنا سابقاً.
مستدركاً بالقول: لكن أمر المفاوضات بات متأخراً جداً، لكن لايزال هناك وقت لوقف الحرب.
و لم يعد لدى إيران أي دفاعات جوية، ولا أعلم إلى متى سيصمدون.
ورداً على تهديدات الرئيس الأميركي، قال المرشد الإيراني علي خامنئي، إن بلاده لن تقبل دعوة ترامب للاستسلام غير المشروط. وفق ما ذكرته “رويترز”.
وأشار خامنئي، في بيان متلفز إلى أن: “العقلاء الذين يعرفون إيران وشعبها وتاريخها لا يتحدثون البتة بلغة التهديد إلى هذا الشعب لأن الشعب الإيراني لن يستسلم”.
وأضاف “وليعلم الأميركيون أن أي تدخل عسكري أميركي سترافقه بلا ريب خسائر لا يمكن تعويضها”.
وكانت إسرائيل قد شنّت فجر الجمعة هجوماً واسع النطاق استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية إيرانية، إضافة إلى اغتيال شخصيات عسكرية وعلماء نوويين، ما أسفر عن مقتل 224 شخصاً وإصابة 1277 آخرين، وفقاً لما أعلنه التلفزيون الإيراني الرسمي.
وجاء الرد الإيراني مساء اليوم نفسه، عبر إطلاق عشرات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، ما أدى إلى مقتل 24 شخصاً على الأقل وإصابة المئات، بحسب وزارة الصحة الإسرائيلية ووسائل إعلام عبرية، إلى جانب خسائر مادية واسعة في عدد من المدن.