استيراد الكوارث تهريباً

كنا نعاني من تهريب المنتجات الزراعية المنتجة محلياً إلى الخارج، و نتذمّر من أن ذلك يؤثر على توازن السوق الداخلي ويتسبب بخلل في معادلة العرض والطلب..لكن يبدو أن كل ذلك بسيط وسهل أمام مخاطر خط التهريب الراجع، الذي يحمل إلينا كوارث حقيقية، أخطر مافيها أنها تلقي بآثار  مستدامة من الصعب السيطرة عليها.
يمكن لأي متابع أن يلمس وجود منتجات زراعية مهربة في أسواقنا، وليس مجرد التجهيزات الإلكترونية والدخان وغير ذلك..وإن كنا قد اعتدنا على مكافحة التهريب بالخطين الذاهب والراجع لأسباب اقتصادية.. سيكون علينا اليوم الانطلاق من بعد آخر هو مصيري بكل معنى الكلمة على مستوى صحة المستهلك، و”صحة” الإنتاج الزراعي القطاع الأهم والأكثر حساسية في بلد كبلدنا.
نسمع عن منتجات مستوردة تهريباً مصابة بأمراض كثيرة تحول دون استهلاكها بشكل آمن،  كما أنها تنقل أمراضها إلى بيئة الاستثمار الزراعي المحلي، التي طالما كانت محصنة ومضبوطة بإجراءات صارمة.
التحصين والضبط الأهم كان يتمثل بغزارة الإنتاج الزراعي السوري، غزارة أبطلت جدوى أي محاولة تهريب لمنتجات مماثلة من الخارج، لكن ارتباك إدارة منظومة الإنتاج الزراعي، وتقهقره ووقائع متوالية النقص إما إنتاجاً أو معروضاً سوقياً بسبب التصدير أو التهريب، أدى إلى اختراق خطير لحصون الزراعة تحت وطأة حاجة السوق..وهاهي النتائج تظهر على شكل تهديد مباشر لقطاع الأمن الغذائي الحقيقي.
نعلم أن ثمة تشريعات وضوابط تعالج حالات التهريب الذاهب نحو الخارج، لكن نظن أن التشريعات ذاتها لا تصلح ولا تكفي لمعالجة التهريب الراجع، خصوصاً تهريب المنتجات الزراعية مجهولة الماهية والمواصفات، والأخطر تهريب البذار…بل “دس البذار” في بيئتنا الزراعية وبشكل مقصود، ومن يظن أن لا علاقة للأمر بالاستهداف المنظم يكون واهماً أو قصير رؤيا وأفق.
لا بد من تشريعات وضوابط جديدة قاسية و قاصمة لظهر من يقوم بإدخال البذار والمنتجات الزراعية تحت أي ذريعة أو مبرر، لأن في ذلك عبثا – لا فرق إن كان عامداً أو سهواً – بمصير قطاع يؤثر مباشرة على كل مواطن في هذا البلد.

نهى علي

آخر الأخبار
2.5 مليون دولار لدعم مراكز الرعاية  من مجموعة الحبتور   السعودية تمنح سوريا 1.65 مليون برميل دعماً لقطاع الطاقة وإعادة الإعمار  حملة “دير العز”.. مبادرة لإعادة صياغة المشهد التنموي في دير الزور إقبال كبير في طرطوس على حملة للتبرع بالدم  الشيباني: سوريا تدعم مبادرات السلام والاستقرار الإقليمي والدولي "الأشغال العامة": الانتهاء من تأهيل أتوستراد دمشق - بيروت آخر أيلول  القانون الضريبي الجديد بين صناعيي حلب والمالية  أزمة البسطات في حلب.. نزاع بين لقمة العيش وتنفيذ القانون  جسر جديد بين المواطن والجهاز الرقابي في سوريا  90 مدرسة خارج الخدمة في الريف الشمالي باللاذقية  غلاء الغذاء والدواء يثقل كاهل الأسر السورية بعد تدشين سد النهضة..هل تستطيع مصر والسودان الحفاظ على حقوقهما المائية؟! قافلتا مساعدات أردنية – قطرية إلى سوريا 90 بالمئة من الأسر عاجزة عن تكاليف التعليم الحد الأدنى المعفى من الضريبة.. البادرة قوية وإيجابية.. والرقم مقبول عملية نوعية.. القبض على خلية لميليشيا “حزب الله” بريف دمشق "الإصلاح الضريبي" شرط أساسي لإعادة الإعمار المال العام بين الأيادي العابثة أرقام صادمة .. تسجلها فاتورة الفساد في قطاع الجيولوجيا الأسعار في ارتفاع والتجار في دائرة الاتهام سرافيس الأشرفية – جامعة حلب.. أزمة موقف بين المخالفات ومعيشة الأسر