سوريا في قلب التأثيرات الاقتصادية. تضخم وازمة توريدات مخاوف من استمرار الحرب الإيرانية- الإسرائيلية.  

الثورة – مريم إبراهيم: 

تكثر الأحاديث والتحليلات على مدى أيام من بدء الحرب_الإيرانية_الإسرائيلية حول هذه الحرب وعواقبها وانعكاسات مشاهدها اليومية  وآثارها  على جميع الجوانب والأصعدة ، سياسية واقتصادية وغيرها ، لاسيما على دول منطقة الشرق الأوسط ، إذ يصفها خبراء ومحللون اقتصاديون بأنها  زلزال اقتصادي في طور التشكل سيكون له مزيداً من التداعيات والفوضى في الأسواق والمشهد الاقتصادي المرتقب .

أسواقنا

وتبدو الأسواق السورية ليست بمنأى عن هذا المشهد و الارتداد ، وهي بالأصل ليست مستقرة وتعاني من الفوضى ، وعدم وضوح الرؤية لرسم الحالة التي تعطي واقع الأسواق المنظمة والمنضبطة سواء تذبذب  أسعار،  أو موضوع العرض والطلب ، أو مخالفات وتجاوزات ، أو ما يخص المنتج والنوعية والجودة ،وما يخص التصدير والاستيراد ، وغير ذلك من التفاصيل ، فما هي التحليلات المتعلقة بهذا الشأن في الظروف الحالية ، خاصة وأن سوريا في قلب التأثيرات وليس على الهامش ؟

اتساع الأزمة

رئيس مجلس النهضة السوري عامر ديب بين ل “الثورة’  أنه  مع اشتداد التوترات العسكرية بين إيران وإسرائيل، تتجه أنظار العالم نحو الشرق الأوسط، ليس فقط من زاوية الأمن الإقليمي، بل بسبب المخاوف من اتساع رقعة الأزمة لتشمل الأسواق العالمية، في ظل نظام اقتصادي دولي هش أصلًا، أنهكه التضخم، والحروب، والمخاطر التجارية المتصاعدة في أكثر من جبهة فهناك آثار عالمية فورية منها أسعار الطاقة، وأول المتأثرين كانت أسعار النفط والغاز، حيث قفزت فورًا مع إعلان الضربات المتبادلة، نتيجة المخاوف على أمن مضيق هرمز الذي تمر منه ثلث صادرات النفط العالمية ، واحتمالية استهداف بنى تحتية نفطية في الخليج أو شرق المتوسط.

وبالنسبة  لسلاسل التوريد فالعالم لا يزال يترنح من أزمة الشحن في البحر الأحمر، والحرب في أوكرانيا، وأي تعطيل جديد في طرق الملاحة أو منشآت الطاقة يعني ارتفاعًا في كلف الشحن ، إضافة لتأخير في وصول المواد الخام والسلع الأساسية ،واضطراباً أكبر في شبكات الإنتاج العالمية.

وبما يخص  الدولار الأمريكي أوضح ديب أنه في لحظات الأزمات، يُقبل المستثمرون على الدولار كملاذ آمن، مما قد يؤدي إلى ارتفاع سعر صرفه عالمياً ، ولكن إذا طال أمد الحرب أو دخلت الولايات المتحدة بشكل مباشر، قد تهتز الثقة لاحقاً، وتتجه بعض الاقتصادات نحو بدائل احتياطية مثل الذهب أو اليوان الصيني.

في قلب التأثيرات

ويضيف ديب : رغم أن سوريا ليست طرفاً مباشرًا في الحرب، إلا أنها ستتأثر بشدة، لأسباب متعددة منها  أسعار المشتقات النفطية والتي سترتفع بشدة، لا سيما أن السوق السورية تعتمد على مصادر غير مستقرة سياسيًا واقتصاديًا ، وأي صعود في سعر النفط العالمي سيُترجم فوراً إلى أعباء على المواطن السوري، وسط ضعف الدعم وقلة البدائل ، وهناك أسعار المواد الغذائية وما يخص الاستيراد المباشر من تركيا والتصنيع المحلي، إضافة إلى وجود مخزون، قد يمنع أزمة غذائية حادة ، لكن  الأسعار سترتفع بسبب كلف النقل والطاقة وسعر الصرف، ما يزيد من حدة التضخم ويؤثر مباشرة على معيشة الناس.

وحول سعر الصرف لفت ديب إلى انه من المرجح أن يخترق الدولار حاجز الـ 15 ألف ليرة سورية، إذ إن العرف الاقتصادي في سوريا يجعل من الدولار والذهب ملاذين آمنين عند أي توتر أو تهديد خارجي ، وهذا الانخفاض في قيمة الليرة سيضاعف كلف الاستيراد، ويعمّق فجوة الفقر وغياب الاستقرار النقدي.

مفارقة الطاقات المتجددة.

ويوضح ديب أنه رغم كل ذلك، فإن هذه الأزمات تعيد تسليط الضوء على أهمية الطاقة البديلة حيث الطلب على المنظومات الشمسية والبدائل المستدامة سيرتفع ، فقد نشهد توسعًا في استخدام الطاقات المتجددة على مستوى الأفراد والمؤسسات، ليس بدافع بيئي فقط، بل بسبب الضرورة الاقتصادية وتراجع الاعتماد على الوقود الأحفوري ، فالعالم يواجه حرباً جديدة في منطقة مشتعلة أصلًا، لكنها هذه المرة لا يمكن أن تُدار أو تُحتوى بسهولة، لأن الأسواق في حالة إنهاك. وإذا لم يتم تثبيت التهدئة، فإن ارتدادات هذه الحرب لن تكون محصورة بين طهران وتل أبيب، بل ستطال كل بيت، وكل مائدة، وكل جيب… في دمشق، وفي بروكسل، وفي واشنطن على السواء ، ويبقى السؤال الابرز كيف ستتصرف الحكومة المختصة بمواجهة الأزمات الاقتصادية والمعيشية المتفاقمة اصلاً.

استثمارات

ويؤكد امين سر مجلس النهضة السوري الدكتور ايهاب سمندر  أن  الحرب الإيرانية الإسرائيلية كلما طالت كلما زادات آثارها السلبية على اقتصادات العالم ، وذلك يعمق الأزمات الاقتصادية التي يعيشها العالم من تضخم وأزمة سلاسل توريدات خاصة مع التهديدات بإغلاق مضيق هرمز الذي سيكون له الأثر على التوريدات والبضائع وسيشمل دول الخليج ، أما عن الآثار على الاقتصاد السوري فلن  نكون بعيدين عن التأثيرات

لأننا في قلب المنطقة وعلى طرق الإمدادات وسيؤثر على الاستثمارات.

آخر الأخبار
"تقصي الحقائق" بأحداث السويداء تلتقي المهجّرين في مراكز الإيواء في إزرع علاقات اقتصادية مع روسيا في إطار تبادل المصالح واحترام السيادة الوطنية تعاون سوري – عُماني لتعزيز القدرات في إدارة الكوارث شراكة جديدة لتحديث التعليم وربط الشباب بسوق العمل زيارة الوفد الروسي.. محطة جديدة في العلاقات المتنامية بين دمشق وموسكو سوريا وروسيا تبحثان بناء شراكة قائمة على السيادة والمصالح المشتركة سوريا: الاعتداء الإسرائيلي على قطر تصعيد خطير وانتهاك سافر للقانون الدولي الشيباني: سوريا تفتح باب التعاون مع روسيا.. نوفاك: ندعم وحدة واستقرار سوريا استهداف قيادات حماس في الدوحة.. بين رسائل إسرائيل ومأزق المفاوضات "إدارة وتأهيل المواقع المحروقة للغابات" في طرطوس تحالف يعاد تشكيله.. زيارة نوفاك  لدمشق ملامح شراكة سورية –روسية  دمشق وموسكو  .. نحو بناء علاقات متوازنة تفكك إرث الماضي  بين إرث الفساد ومحاولات الترميم.. هل وصلت العدالة لمستحقي السكن البديل؟ حلب تفرض محظورات على بيع السجائر.. ومتخصصون يؤيدون القرار 1431 متقدماً لاختبار سبر المتفوقين في حماة أسواق حلب.. وجوه مرهقة تبحث عن الأرخص وسط نار الغلاء دمشق وموسكو.. إعادة ضبط الشراكة في زمن التحولات الإقليمية "اللباس والانطباع المهني".. لغة صامتة في بيئة العمل المغتربون.. رصيد اقتصادي لبناء مستقبل سوريا الأردن: القصف الإسرائيلي على سوريا تصعيد خطير وانتهاك للميثاق الأممي