همسة زغيب
تحمل لوحات الفنانة التشكيلية والشاعرة رانيا كرباج رؤية فنية واعدة وثقافة فاعلة مع جمالية بصرية تنتقل بنا من مكان لآخر، تنشر لوحاتها المتنوعة والمتناغمة الجمال برشقات ألوانها المتناثرة في أرجاء لوحاتها، معبرة عن مشاعرها وتصورها عن مشاهد الحياة.
كما أبدعت كرباج في منحوتات مختلفة الأساليب والمواضيع والتقنيات والأحجام بالرسم والألوان إلى جانب الكلمة والشعر، ومع لمسات جمالية من الألوان الشفافة نستمع لموسيقا رائعة متصاعدة ومتناثرة في أرجاء لوحاتها، تقدم السعادة والحزن، وتعكس التفاؤل والمستقبل المشرق للمرأة، فهي تنحاز في كل نتاجها الإبداعي للأنثى التي تعتبرها بطلة أعمالها الفنية والشعرية والقصصية ويتجلى فيها النضج الفني والتلقائية والعفوية والوضوح، كما أن عالم الأنوثة والجمال والشموخ يسمو بها وبإبداعها الرائع لتحلق فيه إلى فضاءات واسعة لا حدود لها.
تنتمي غالبية أعمالها إلى المدرسة الواقعية عبر رؤية وأداء خاص، ولغة التشكيل لديها مستمدة من الواقع المحلي والبيئة التي تعيش فيها بكل ملامحها وروحها وعناصرها، إلا أن البعد الإنساني يبدو جلياً وواضحاً عبر حضوره الفاعل مع هيمنة انفعالاتها الإبداعية التي تجعل من العمل الفني غني بالإيحاءات التي تعبر عن الهواجس النفسية للفنانة، مؤكدة بذلك عمق انتمائها وارتباطها القوي بواقعها.
يذكر أن رانيا كرباج خريجة كلية الهندسة المدنية في جامعة حلب، وتخرجت في مركز رولان خوري للفن التشكيلي، وصدر لها العديد من الدواوين الشعرية منها «وصايا العطر» و»أين أنت»، ولها العديد من المعارض الفردية والمشاركات الجماعية، وعملت أستاذة محاضرة لمادة الرسم والتصوير في كلية الفنون الجميلة في حلب، وهي عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين وأعمالها مقتناة من قبل وزارة الثقافة، وضمن مجموعات خاصة في كل من لبنان أوروبا وأميركا.
السابق
التالي