الثورة – رفاه الدروبي:
انطلقت فعاليات الموسم السابع لأيام الفن التشكيلي السوري بحضور وزير الثقافة الدكتورة ديالا بركات تحت عنوان “حضور الذاكرة”، في المتحف الوطني بدمشق، بمناسبة احتفالية مرور مئة وعشرين سنة على ولادة الفنانين الرائدين سعيد تحسين وخالد معاذ كونهما ساهما عبر لوحاتهما بتوثيق وقائع ومواقع، وعرض فيلم قصير عن كل منها، إضافة إلى عدد من لوحاتهما المحفوظة في وزارة الثقافة والمتحف الوطني.
وتضمن الحفل تكريم ثلاثة فنانين كبار: بطرس خازم، عون الدروبي، عناية بخاري، وذكرى ثلاثة فنانين راحلين: وديع رحمة، محمود دعدوش، عبدالقادر عزوز، كما تم تكريم شخصيتين من داعمي الفن التشكيلي: الدكتور مازن الكنج، وإسكندر شعبان.
– إبداعات التشكيليين..
الدكتورة بركات أشارت في كلمة ألقتها إلى أنَّه للعام السابع على التوالي نلتقي للاحتفاء بإبداعات التشكيليين السوريين، على طريقتهم بعد أن اختاروا لاحتفاليتهم منذ انطلاقتها رمزاً بصرياً من وحي الأعمال النحتية الأقدم المكتشفة في ناغار “تل براك” كونه ينتمي مع مجموعة التلال والمدن الأثرية في الشمال السوري إلى واحدة من أقدم الحضارات الإنسانية.
وأكَّدت الاكتشافات المنفذة من قبل البعثات الأثرية العمق الحضاري لسورية والامتداد الموغل في القدم لثقافتها، وأنَّ إرثها لايزال يشع بنوره عبر آلاف السنين، كان خلالها الوجه المشرق للإبداع الإنساني في مواطن إنسان ما قبل التاريخ، كما كان الوجه المبدع للحضارات التي وُجدَت في منطقة اعتبرت قلب العالم ولهذا فإن فنانينا لا يبدعون من فراغ، وإنما يستندون إلى ذلك الإرث الغني، و رغم كثرة الاضطرابات التي عرفتها المنطقة، وحرمت فنون التشكيل من تطورها الطبيعي إلا أن جيل الرواد يحتفي اليوم باثنين من أعلامه سعى لوصل ما انقطع من تاريخنا الفني. وكرّس المسعى ذاته جيل الرواد الثاني، أو ما تم التعارف على تسميته بجيل الحداثة. والأجيال التالية ومنها الأجيال الشابة باعتبارها تخوض مواجهة حقيقية في حرب الدفاع عن الثقافة والهوية، فكما يسطر جنودنا ملاحم بطولة في الساحات ويقدمون في كلِّ لحظة جهدهم المبارك، ودمهم الزكي دفاعاً عن الأرض والإنسان في وجه أعتى قوى الاستبداد والعدوان والتخلف.
ولفتت الدكتورة بركات إلى أنَّه في ظل الظروف القاسية نشأت فكرة أيام الفن التشكيلي السوري، وتجسَّدت موسماً إبداعياً سنوياً متعدد الأوجه التشكيلية، حيث يحتضن المتحف الوطني بدمشق العام الحالي افتتاح موسمها السابع، وعودة المعرض السنوي إلى رحابه العام الماضي بعد سنوات طويلة من الغياب.
وإلى جانبهما ملتقى للفنانين الشباب، في حين تتوزع معارض وندوات في متحف دمر وكلية الفنون الجميلة، وصالات العرض الخاصة في دمشق وحمص وحلب، وتتضمن أيام الفن التشكيلي السوري عدداً من المعارض في صالات العرض العامة والخاصة، إضافة إلى ندوتين ومحاضرة عن الفن التشكيلي السوري في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق.
– مشاركة شابة..
وأشار مدير الفنون الجميلة الفنان وسيم عبد الحميد إلى أنَّ صدى كبير تأخذه فعاليات أيام الفن التشكيلي السوري عاماً بعد عام على مستوى الساحة التشكيلية المحلية، واتساع حضورها على الجغرافية السورية، وستشارك المراكز الثقافية في دمشق والمحافظات بفعاليات موازية، وإلى جانب عشر صالات عرض خاصة في دمشق، ستشارك صالة في حلب، وثانية في حمص بمعارض خاصة بالمناسبة. معتبراً أنَّ ما يميز فعاليات الموسم السابع المشاركة الشابة النشطة في جوانبه جميعاً بدءاً من الهوية البصرية، تولاها طالب دراسات عليا في الفنون الجميلة، إلى تنفيذ فيلمي الافتتاح من قبل طالبين في المعهد العالي للسينما، والمعهد العالي للفنون المسرحية، وصولاً إلى الإشراف على العمليات الفنية وتقديم الحفل وتسجيل الندوات بالاعتماد على طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية، وإلى ذلك معرض تركيبي لفناني شباب في حديقة المتحف.
ورأى مدير الفنون الجميلة أن أحد أهم ميزات الموسم السابع اجتماع افتتاحه توازى مع المعرض السنوي في الوقت والمكان ذاتهما، أي احتضن المتحف الوطني بدمشق عام 1950 ولسنوات كثيرة تلته المعرض السنوي الأول للفن التشكيلي السوري.
بدوره أمين سر اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين غسان غانم تحدث أنَّ المعرض مميز بتكريم الفنانين، والمعرض يضم أعمالاً فنية نحتية جميلة ومتميزة غير مألوفة لفنانين كبار وشباب شاركوا فيه.