تأجل انطلاق الدوري الكروي الممتاز أسبوعاً وهناك أخبار تتردد عن تأجيل جديد، والسبب كما يقال لا يتعلق بجاهزية الملاعب وقد اعتدنا على ذلك فالملاعب دائماً ليست جاهزة وليست كما يجب، بل السبب يتعلق بعدم قدرة عدد من الأندية (فرق الدوري الممتاز) على تسجيل لاعبيها بحسب قوانين الاتحاد الدولي، لوجود التزامات مالية تجاه مدربين ولاعبين لجؤوا إلى المحكمة الرياضية الدولية(الكاس) وقد كسبوا قضاياهم وحُكم لهم بمبالغ مالية كبيرة، والمشكلة هنا أو الخلل يتعلق بعدة أمور أولها جهل القيادة الرياضية وإدارات الأندية واتحادات الألعاب بالقوانين الدولية وخاصة فيما يتعلق بالاحتراف والعقود والانتقالات وغيرها. الأمر الثاني يتعلق بإدارات الأندية والتي تتأرجح ما بين الجهل وبين التقصير والإهمال، وهذا يتحمل مسؤوليته أولاً المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام الذي لا يتعامل مع الأندية كما يجب، فهو حيناً يدلل البعض من رؤساء الأندية ويداري على أخطائهم إذا كانت العلاقة جيدة، أو يترك الأندية لمصيرها فلا دعم ولا متابعة وهكذا..
فعلى سبيل المثال قضية نادي الوحدة مع المدرب الصربي الذي تعاقدت معه الإدارة السابقة والتي أخلت بالعقد ولم تدفع ما عليها للمدرب بعد إنهاء عقده، فكان الثمن غالياً، فبدلاً من دفع مبلغ بسيط في حينها أصبح ما يجب دفعه كبيراً بعد أن انتقلت القضية للمحكمة الدولية وأصبح هناك غرامات ورسوم، ولو تدخلت القيادة الرياضية ولم تترك للإدارة السابقة الحبل على الغارب، وحذرت من الأخطاء مع التهديد بالمحاسبة، لما وقعت الإدارة الجديدة في مأزق ولما كان هذا الارتباك، وبالطبع الكلام ينطبق على قضايا الأندية الأخرى.
وما حدث ويحدث من أخطاء ربما كان أحد أسباب عزوف الكثيرين عن الترشح لرئاسة أندية أو دخول مجالس الإدارات، فالأندية مليئة بالمشاكل والهموم ولاسيما القضايا المالية والعجز الذي لا يمكن معه النجاح في أي عمل، كما أن ما حدث ويحدث يجب أن يكون موضع اهتمام عند وضع شروط وأسس لمجالس إدارات الأندية، فالأهم من الشهادات العلمية السمعة الجيدة والخبرة والكفاءة، مع التعهد بتحمل المسؤولية وخاصة فيما يتعلق بالقرارات المالية والعقود وما إلى ذلك، إذ ليس من المعقول أن تمر الأخطاء التي فيها هدر للمال العام وغرامات مالية كبيرة دون محاسبة أو مساءلة؟!
بالمختصر المسؤولية تقع على القيادة الرياضية التي في رأينا لا تعمل أو لا تسعى لتصحيح الواقع الرياضي وخاصة في أمور التنظيم وواقع الأندية حجر الأساس في رياضتنا.