الثورة – دمشق – رولا عيسى:
غالباً ما تتعرض القرارات الاقتصادية للتساؤلات نتيجة الفهم الخاطئ للقرار من قبل شريحة ليست بالصغيرة من الناس.
وبفعل هذا الفهم المتسرع المبني على الأقاويل من هنا وهناك، نجد أن الأمر سرعان ما يعمم وينتشر بشكله الخاطئ، حتى بين من فهموه بشكله صحيح في البداية، فنجدهم جميعاً بحاجة إلى التوضيح.
فهم خاطئ..
هنا لاشك أنه ومن الضروري أن يكون المعنيون قد خبروا جمهورهم وشرائحه بين متفهم للقرار، لأنه على اطلاع لبعض الحيثيات، وبين من لم يفهمه لأنه أساس لم يكن بالصورة.
فضول الصحفي
وهذا بالضبط ما يفعله الصحفي في عمله، فكثيراً ما يقول المعنيون لـ “فضول الصحفي المهم” مادمت تعلم لماذا تسأل عن الأمر؟، وهنا بالتأكيد الصحفي يعلم.. لكنه لا يستطيع أن ينقل أي توضيح دون جهة رسمية، لأنه ربما قد يتعرض للمساءلة، ناهيك عن أن المواطن غالباً ما ينتظر الجواب والإيضاح من جهة معنية، وفق بيان أو تصريح أو مؤتمر صحفي.
وهنا أقصد فعلاً ما حصل أمس من لغط حول كتاب وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك المستند على كتاب رئاسة مجلس الوزراء رقم ١/١٢٤٨٧ تاريخ ٢٠٢٤/١٠/٨ والمستند إلى توصية اللجنة الاقتصادية، وما أثاره من لغط وتساؤلات حول السعر الحر لربطة الخبز.
المنصات الاجتماعية
وهذا ما استدعى وزارة التجارة الداخلية للتوضيح، ويحسب للوزارة توضيحها السريع الذي لم يترك مجالاً أو وقتاً طويلاً لوضع جمهور المنصات الاجتماعية بالصورة، وهي شريحة كبيرة من الناس لم تكن تفهم القرار وحيثياته.
وجاء في توضيح وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أنه.. أولاً: يستفيد من الدعم كل من حاملي الجنسية العربية السورية ومن في حكمهم ممن لديهم بطاقات عائلية، أي أن منظومة الدعم لم تتغير بالمطلق على أي من حاملي البطاقة الالكترونية من السوريين ومن في حكمهم من الأشقاء العرب سواء إن كان مدعوماً أم لم يكن مدعوماً.. بمعنى أن ربطة الخبز للمدعوم بقيت 400 ليرة، وللمستبعد من حاملي البطاقة 3000 ليرة.
وحمل الكتاب في البند الثاني: يتم حجب الدعم عن مازوت التدفئة والغاز والخبز للمستفيدين الأجانب حاملي البطاقات العائلية الالكترونية /أي من حاملي الجنسيات الأجنبية من غير السوريين ومن في حكمهم كالبعثات الأجنبية أو القنصليات أو الشركات الأجنبية وغيرهم، بحيث يتم بيع ربطة الخبز الواحدة لهذه الشريحة بسعر /9000/ ليرة.
أما بالنسبة للمواطنين السوريين المهجرين القادمين من لبنان (ولحين استصدار بطاقات الكترونية للأسر المستحقة للدعم منهم)، والأشقاء اللبنانيين الوافدين جراء العدوان الإسرائيلي فهم وبموجب قوائم لجان الإغاثة الصادرة عن السادة المحافظين سبق وصدر لهم تعميم حدد سعر ربطة الخبز بـ 3000 ل س وهذا يبقى على حاله ساري المفعول دون تغيير.
ليسوا من شريحة الدخل المحدود
ومما لاشك فيه ومن الطبيعي أن الدعم، وخاصة ما يتعلق بالمواد الأساسية، يجب أن يشمل أبناء البلد ومن في حكمهم، ولا ضير في أن تتقاضى المؤسسة السورية للمخابز عبر منافذها ومخابزها السعر الحقيقي الذي يعبر عن تكلفة ربطة الخبز الفعلية من المقيمين والأجانب من الزوار والسياح سعر الربطة وفقاً للتكلفة الحقيقية وهي 9000 ليرة سورية، فهؤلاء بالتأكيد ليسوا من شريحة الدخل المحدود.
