الثورة – حمص – سهيلة إسماعيل:
تحدد مديرية الزراعة في محافظة حمص كل عام موعداً للبدء بقطاف الزيتون، وكان هذا العام بتاريخ العاشر من الشهر الحالي، كما تقدم عدة نصائح خاصة بطريقة القطاف والتقليم والسقاية وحتى وصول الثمار إلى المعصرة، لكن أغلب المزارعين لا يلتزمون بتلك النصائح والإرشادات ويعملون بالطريقة التي اعتادوا على العمل وفقها وورثوها عن آبائهم وأجدادهم، وربما يعود السبب في ذلك إلى عدم وجود ثقة بالجهات العامة لأن تلك الجهات تخذلهم حين حدوث كوارث، وفي عملية تسويق المنتج، سواء بالنسبة للزيتون وغيره من المنتجات الزراعية الأخرى، كما أن المزارعين في المحافظة يشكون من تكاليف الإنتاج المرتفعة من أجور يد عاملة وأجور العصر والنقل وغيرها من التكاليف الأخرى ما يؤثر على ارتفاع سعر الزيت، وبالتالي عدم تسويقه..
في إطار ذلك التقت “الثورة” مدير الزراعة المهندس عبد الهادي درويش لإيضاح ما يخص موسم الزيتون للعام الحالي..
إنتاج جيد
المهندس درويش بين أن المديرية لا تقصر في تقديم الإرشادات الزراعية لمزارعي الزيتون في المحافظة لكنهم لا يلتزمون بتطبيقها، وبالنسبة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج فهذا الأمر طبيعي مع ارتفاع الأسعار العام، وأضاف أن المديرية حددت تاريخ العاشر من الشهر الحالي موعداً للقطاف، والثالث عشر منه لافتتاح المعاصر للتجهيز للبدء بعصر ثمار الزيتون.
وأوضح أن كمية الإنتاج المتوقعة للموسم الحالي تبلغ ٨٣ ألف طن، المستخدم للعصر ٦٦ ألف طن، والمستخدم للأكل ١٦ ألف طن، وإنتاج الزيت الأولي المتوقع ١٤٥٦٥ طناً، بينما كان الإنتاج النهائي للعام الماضي هو ٧٠ ألف طن، المستخدم للعصر ٥٦٠٠٠ طن، والمستخدم للأكل ١٤٠٠٠ طن، وكمية الزيت الناتجة ١٢٣٠٠ طن، ويبلغ سعر العصر ٥٧٥ل.س لكل كيلو من الزيتون، والبيرين لصاحب المعصرة أو ٧٢٥ ل.س لكل كيلو من الزيتون والبيرين للمزارع.
وعن أسباب اختلاف الإنتاجية للمحصول نوه المهندس درويش بالظروف المناخية وظاهرة المعاومة والخدمات المقدمة للشجرة نفسها والإصابات الحشرية، وأن أغلب مناطق انتشار الزيتون في تلكلخ والمركز الشرقي والغربي والمخرم، وتعتبر الحالة العامة للمحصول مقبولة بسبب الظروف المناخية (البَرد وارتفاع درجات الحرارة ) وقد بقيت هذا العام الآفات الحشرية دون العتبة الاقتصادية.
شكاوى المزارعين
وبخصوص شكاوى المزارعين أوضح المهندس درويش أن ارتفاع تكاليف الإنتاج والعصر وغيرها لا علاقة للمديرية بهذا الأمر، فقد يتم تحديد التسعيرة وفق اجتماع في مديرية التموين بحضور عضو المكتب التنفيذي لقطاع التموين ولجنة تحديد الأسعار ومندوبين عن اتحاد الفلاحين ومندوب عن المعاصر، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية فإن أغلبية المعاصر لا تأخذ ٥٧٥ ل.س، بل أقل، وهناك معاصر تأخذ ٥٠٠ ل.س أو ٤٠٠ و ٣٠٠ للكيلو بسبب وجود عدد كبير من المعاصر، ويتجاوز عددها 60 معصرة في المحافظة ما خلق حالة من التنافس بينها لجذب المزارعين.
أما خدمة نقل المحصول وتوصيل الزيت فهي خدمات شخصية وتتعامل بها بعض المعاصر الغربية القريبة من طرطوس، ولكن بالتسعيرة النظامية، ولا يوجد بدل خدمات نقل، ويستطيع أي مزارع تقديم شكوى إلى مكتب الشكاوى في مديرية التموين، وعادة يتم ورود شكاوى عن تصريف مياه الجفت بطريقة خاطئة من قبل بعض المعاصر، وتقدم الشكاوى للجنة عمل المعاصر وتتم معالجتها، وهناك شكاوى تكون بسبب اختلاف نسب العصر بين الموسم الحالي والموسم السابق.