اجتماع لا يمكن القول عنه إلا أنه بداية جديدة للانتقال إلى بيئة أعمال واستثمار مختلفة جذرياً عما كانت عليه طريقة التعاطي مع الاستثمار في سورية رغم كلّ الظروف الاقتصادية الراهنة، إلا أن التفكير بهذا المستوى ربما يعيد الثقة للمستثمرالوطني أولاً قبل الأجنبي الذي نحتاج إليه للمرحلة الاقتصادية القادمة.
الكلام الذي قاله رئيس الوزراء خلال اجتماع المجلس الأعلى للاستثمار كان دعوة صريحة للاستثمارالحكومي لكن بشكل جديد يتشارك معه الاتحادات الاقتصادية والمجتمع الأهلي وأصحاب رؤوس الأموال ليضع الجميع أمام مسؤوليات كبيرة لرعاية الاستثمارالوطني وتسهيل الدخول به دون أي عوائق كنا نشهدها وما زلنا حتى الوقت الراهن والتي جعلت الكثير من أصحاب رؤوس الأموال يعزفون عن الاستثمار الوطني.
لكن قبل ذلك كان على الحكومة أن تفكر بسياسة جديدة للموازنة الاستثمارية بحيث يكون تمويلها لمشروعات تحقق استدامة على المدى المتوسط والبعيد .
في الطرف المسؤول عن الاستثمار في البلاد ها هي هيئة الاستثمار قد بدأت بالتفكير خارج الصندوق باعتبارأن المطلوب اليوم من الجميع أن يفكروا هكذا – بدأت ببلورة حزمة اقتراحات لإعادة توجيه الاستثمارات جغرافياً وقطاعياً ووضع حلول مدروسة لمواجهة التحديات الحقيقية التي تواجه الاستثمار والتنمية في مختلف القطاعات، وهذا ما أكدته المسؤولة عن الاستثمار منذ أيام قليلة.
الأولويات الاستثمارية يجب أن تتم مناقشتها بجديّة حتى نستطيع أن نعرف من أين نبدأ أو لنقل ما أكثر القطاعات التي هي بحاجة للاستثمار فيها ؟ .وهل نبدأ من الزراعة أم الصناعة أم السياحة أو حتى الخدمات ؟
اقتصادياً فإن الاستثمار الأكثر نجاعة هو بالزراعة خاصة وأننا بلد زراعي بامتيار تتوافر لدينا كلّ المقومات والمواد الأولية لننطلق بعدها إلى الاستثمار بالصناعات الزراعية التي تعتمد على المنتجات الزراعية خاصة وأن الاستثمار الزراعي للأسف لم يتعد ٥% من المشاريع الاستثمارية الأمر الذي يدعو إلى التفكير مجدداً بأهمية دعم هذا القطاع ليس على الورق وإنما في الواقع .
لن ندخل بتفاصيل عدد المشروعات المشملة أو المرخصة بقدرما يهمنا ماذا أنتجت فعلياً ،وما هي القيمة المضافة التي حققتها أو التي ستحققها للتنمية الاقتصادية في سورية؟.
الاستثمار يحتاج إلى خطوات شجاعة لتوظيف رأس المال الوطني لرفد دورة النشاط الاقتصادي، وبما أن القانون الحالي قد راعى بعض تلك الخطوات فالأمل معقود على النية والإرادة للسير بالاتجاه الصحيح.
السابق