تفتقد رياضتنا إلى أهم عامل من عوامل النجاح ألا وهو القيادة، والمقصود هنا القيادة الحقيقية التي تملك الخبرة والشخصية والاحترافية، والكلام يخص مفاصل رياضتنا كلها لأن ما وصلت إليه من تراجع يتعلق بالإدارة والقيادة، والسبب وصول كثيرين إلى مواقع القيادة والمسؤولية في الأندية واتحادات الألعاب والمكتب التنفيذي وهم ليسوا أهلاً لهذه المواقع الحيوية والحساسة.
طبعاً وصول هؤلاء كان بالانتخابات أو بالتزكية وفق قوانين وأنظمة الاتحاد الرياضي التي يجمع أهل الخبرة والمراقبون أن هذه الأنظمة والقوانين باتت بحاجة إلى إعادة نظر وخاصة أن رياضة اليوم رياضة محترفة تقوم على العلم والكفاءة وخاصة في الجانب الإداري.
أمثلة بسيطة على أخطاء كبيرة تقع فيها رياضتنا ويكون ثمنها باهظاً، ولعل أهمها ما كان من غرامات وعقوبات مالية كبيرة بسبب جهل وضعف وقلة حكمة القائمين على رياضتنا في الأندية والاتحادات والمكتب التنفيذي، هذا مع حاجة رياضتنا لكل قرش للنهوض ومواكبة الرياضة العربية والعالمية.
مثال آخر يتعلق بتغيير المدربين (استقالة أو إقالة) وبسرعة في الدوري الكروي الممتاز، وهذا يعكس ضعفاً إدارياً وقلة خبرة، وها نحن مع أول حالة هذا الموسم وبعد مباراتين فقط يأتي التغيير، وكم من أندية عالمية كبيرة مطالبة بأحسن النتائج لم تغير مدربيها رغم سوء النتائج، فهؤلاء يعرفون أن التغيير يعني أولاً عدم الاستقرار، وثانياً المدرب ليس كل شيء في الفريق، وثالثاً من يضمن تحسن النتائج بعد التغيير؟.
أمر آخر يتعلق بالأخطاء التي تعكس الإدارة الضعيفة ألا وهو اختيار الكوادر الإدارية والفنية بحسب العلاقات الشخصية وليس بحسب الخبرة والكفاءة، ولكم أن تنظروا في منتخباتنا وكوادرها لتعرفوا حقيقة هذا الكلام، وتعرفوا أسباب فشل معظم منتخباتنا في مشاركاتها المختلفة.
الأمثلة كثيرة ويبقى الأمل بتغيير حقيقي في رياضتنا لتعود إلى ألقها ويعود الشغف للمتابعة والاهتمام.
التالي