انتهى الماراثون وانقشع الغبار الانتخابي الأمريكي، وفاز ترامب على هاريس التي كذبت في اتصالها الهاتفي المزيف الذي فضحته الكاميرات على الهواء، وبأن للجميع معدن هاريس وقالوا الحمد لله إنها لم تحكم أمريكا، فكيف ستكون كذباتها الكبرى قبل وأثناء وبعد الفوز في الانتخابات.
حتماً ترامب وهاريس وجهان لعملة أمريكية واحدة، لكن ما فعلته هاريس في كذبها المباشر على الهواء كشف كم سيكون العالم قاتماً فيما لو وصلت للرئاسة، فمن يكذب في الصغائر يكذب في الكبائر، لكن من الواضح أيضاً أن فوز ترامب في الانتخابات سوف يضع العالم على مفترق طرق أما السير في الاتجاه الإيجابي وإنهاء الحروب في المنطقة والعالم كما وعد ترامب في حملته الانتخابية، أو سلوك الطريق الآخر والمضي في الفوضى والحروب حتى النهاية.
في الولايات المتحدة الأمريكية الحكم للجماعات اليهودية المسيطرة بالمال والتكتل، وقد يرضخ رؤساء أمريكا للحالة السائدة والقوى الوازنة في العمق الأمريكي، لكن ترامب مشاكس نوعاً ما وقد يترك لنفسه هامشاً لأفعاله الخاصة، وربما يصنع بصمة إيجابية في المنطقة لقربه من العقل الروسي، لكنه في الداخل الأمريكي يظهر بصورة الملياردير المتشدد في مواضع كثيرة، ولعل موضوع الهجرة أهمها على الإطلاق.
وعد ترامب بأمور كثيرة، وعد بإنهاء الفوضى في “الشرق الأوسط” والتحاور إيجابياً مع إيران وإخماد نيران الحروب من أوكرانيا إلى لبنان، ووعد بدعم “إسرائيل”، ووعد ووعد، فأي من الوعود سيحقق ترامب، وهل ستشهد المنطقة المزيد من التصعيد، أم أن الظروف تغيرت وآن الأوان لوقف غول الموت والدمار الذي يجتاح المنطقة والعالم.
منهل إبراهيم