الملحق الثقافي- هادي دانيال:
موتٌ يطوفُ
تنهارُ مِن دويِّ ظلِّهِ السُّقوفُ
تنكفئُ المدائنُ
وتهجمُ الأدغالُ والكهوفُ
…
صحراؤنا ملتفّةٌ بعباءةِ الليلِ
وسماؤنا قد أطبقتْ أجفانها
عن شهوةِ القتْلِ
…
لا عقْلَ يعقل الجريمةَ المُطْلَقَة اليدين
ينتعلُ الجنونُ آلةَ الهدْمِ
وشُعْلَةَ الحريقْ
ويمتطي الرياحَ ممحاةً بها يعلقُ دَمُنا
والصمتُ هُوّةٌ
لا بُوقَ من قَشٍّ يُردِّد الصدى
لا يدَ تمتدُّ إلى غريقْ
كأنهم جميعهم شُمّرُ أو عبَيْدُ أو يزيدْ
وَوَحْدَنا الحُسَيْنْ
…
لألسنةِ الشعارات رغوةٌ كريهةُ الرائحهْ
وما يحدثُ الآنَ قد حَدَثَ البارحهْ
أمّةٌ لم تُغادر الكوفةُ بَعْدُ
وإنْ تَشَجَّعَتْ لحظةً قرأتْ
على أشلائنا الفاتحهْ
…
الكلأ غُبارْ
والشمسُ تشظّت خجلى
واختلطَ عليها جوهرُها:
نُورٌ أم نارْ؟.
…
لكن لابأسَ
إذا صار العالمُ رقعة شطرنجْ
والميدان يعجّْ
نحن بقايا الإنسانْ
من غزّةَ حتى لبنانْ
نمتشق اليأس ونحلمْ
نُورٌ أم نارْ؟.
…
لكن لابأسَ
إذا صار العالمُ رقعة شطرنجْ
والميدان يعجّْ
نحن بقايا الإنسانْ
من غزّةَ حتى لبنانْ
نمتشق اليأس ونحلمْ
…
هذا رمادُ ضمائر العالَمْ
كَفَنٌ لِغَزّةَ هائلٌ
هَبّت عليه دماؤنا
سدِّدْ سلاحكَ أيُّها الصائمْ
أطفئ سعارَ الوحشِ
أنقِذْ ما تبقّى في الحياةِ مِن الحياةِ
أنِرْ
عَتَماتِ كوكبنا
بضوءِ جبينِكَ الحالِمْ.
العدد 1213 – 12 – 11 -2024