الملحق الثقافي- حسين الحجي:
الطريق غدا معبداً بدماء اللهفة
الوقت صار إلى العدم
المكان والزمان نحن
القلب عاد للنبض الأول
ملائكة الفرح سورت حدودنا
عيون السماء رصدت حركة مرورنا
شمس الظهيرة عكست ظلنا الهارب إلى قبلة
يديها كانت محور شغفي
مشيت وأنا اصطحب أصابعها بأكفي
العقل بات تحت تأثير شقائق شفتيها
الوجدان صار أسيراً بمعتقلات رمشيها
كل المنطق تلاشى حين كنا
لم تعد قوانين العالم تسري علينا
جاءت إلي بسحر الزنابق تنتظر
وفي قلبها حدائق من الشوق
وجئت نحوها بخطى المحارب الواثقة
أخفي عنها هول الهيام
حاكت الساعات لنا مؤامرة لكي لا نلتقي
لكننا التقينا رغم كيد الزمن
قلبي لم يعد بحوزتي حينها
أنا لم أكن أنا
غادرت كل المحن
قهرت كل الحزن
رقصت على الماء
شهقت من الفرح
نمت عميقاً وأنا أخبىء بعضاً منها في أرجائي
لم أكتب حينها
نصي قد هرب مني إليها
حروفي تلعثمت
اتخذت منها وسادة
ورحت أقص لها عني
وأرجو ضآلتي في عينيها
شعرت أن الطبيعة تآزرت معنا لكي نلتقي
وكأننا خرقنا المستحيل لكي نتحد في يوم بعد فراق
كان صدري محافل للكلمات المؤجلة
لم أبح حينها خشيت الغرق في محيطات عينيها
كنا منارة الصبا بعد انطفاء
نسيت وجهي هناك
تركته يسافر إليها.
العدد 1213 – 12 – 11 -2024