الثورة – دمشق – وفاء فرج:
ليست المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر فقط آلة أو ورشة، وإنما هي طيف واسع وسلسلة من المشاريع المنضوية تحتها وترتبط ببعضها البعض، وتحتاج أولاً لتوصيف دقيق حتى لا تظلم بالتزامات تخرجها من نطاق عملها، وذلك بحسب رؤية نائب رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها لؤي نحلاوي.
نحلاوي أكد لـ”الثورة” أن المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر وبما فيها المشاريع المتوسطة، والتي كانت سورية تشتهر فيها ما قبل الحرب وفي ظل الحرب الجائرة على سورية، كان أول من تأثر بالحرب هي المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر، علماً أن هذه المشاريع في الفترة السابقة كانت كالشريان الذي يعزز انسيابية الاحتياجات الصناعية واحتياجات المواطن بشكل سلس، مبيناً أن هذه الصناعات اليوم قد تلاشت في ظل ظروف الحرب على سورية.
وأكد نحلاوي على الحاجة لدعم المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر، لافتاً إلى ضرورة الوضوح في كلمة دعم سواء إن كان مادياً أو معنوياً، أو من نوع آخر إلا أنه وللأسف هذه المشاريع لا أحد يراها اليوم، ويصعب تناولها وفي حال وتمت رؤيتها، فإنها ستلحظ في الحدود الدنيا، علماً أن هذه المشاريع هي شريان أساسي للاقتصاد السوري.
– تموينياً ومالياً..
ويرى أن المساهمة في نمو هذه المشاريع يكون بالبدء تموينياً ومالياً خاصة أن هذه المشاريع عبارة عن ورشات صغيرة، ويمكن أن تكون ضمن محلات أو أقبية كذلك البيوت نفسها، وبالتالي تلاحق هذه المشاريع مالياً وتكاليفها المالية جداً باهظة الأمر الذي يؤثر على استمراريتها وعملها كون هذه الورشات تعمل يوماً وعشرة تتوقف، وبالتالي عندما يتم تكليفها مالياً على الواقع الذي يراه مراقب الدخل وفي الحقيقة لا يمكن إحصاء عملهم، وبالتالي يحتاجون لإعفاءات واستثناءات مالية.
– سلاسل إنتاج..
وأضاف نحلاوي أن المشاريع الصغيرة ليست فقط ورشات إنتاجية، وإنما يمكن أن تكون تجارية صغيرة تورد سلاسل إنتاج للمشاريع الأخرى، موضحاً أنها سلسلة كبيرة جداً لتغذية البلد ولتغذية المشاريع الصغيرة والمتوسطة والكبيرة بكل الإمدادات، سواء التجارية والصناعية والحرفية مؤكداً أنها حلقات عديدة وكبيرة جداً، فمثلاً الحدادة مشروع صغير يتم وضع تكاليف مالية على العقار الخاص فيه سنوياً أو على المهنة الخاصة فيه، وهي أرقام ضخمة تجعله يغلق مشروعه، وبالتالي نحن نساهم بإغلاق هذه المشاريع، لافتاً إلى أن الكثير من هذه النماذج من المشروعات لا تحقق هذه الأرقام، وبالتالي توقف الكثير من هذه الصناعات، لأنها لا تحقق هذه الأرقام واتجه أصحاب هذه المشاريع الصغيرة للعمل كعمال.
– عين التعافي..
وآمل من الحكومة، ليس التساهل، وإنما التطلع بعين التعافي الاقتصادي، لأن هذه المشاريع هي التي تنمي الاحتياجات والاقتصاد من الباطن، ويمكن تسميتها القلب النابض للاقتصاد الحي، ونحن اليوم أحوج ما نكون فيه لهذه المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر، وإجراء توصيف لكل شرائحها، وليس فقط ورشة خياطة أو مصنعاً صغيراً، وإنما كل ما يتعلق بالخراطة، ورشة طباعة، ألبسة كلها مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر.
وأشار نحلاوي إلى أن البلد مقبلة على مرحلة إعادة إعمار، والذي سيقوم بها هم أصحاب المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر من “حداد، لبلاط، لدهان”، وبالتالي، فهؤلاء يحتاجون لدورات تدريبية وإعادة تأهيلهم بكل شرائحهم وفئاتهم.
– ماهية المشاريع..
وطالب نحلاوي، كغرف صناعة، المساهمة بقدر المستطاع في توضيح ماهية المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر خاصة أننا أمام كم كبير من هذه المشاريع.