الثورة – السويداء – رفيق الكفيري:
في ظل النقص الحاصل بمادة المازوت لأغراض التدفئة منذ سنوات عديدة، عاد عدد كبير من المواطنين إلى وسائل تدفئة عفا عنها الزمن لتأمين احتياجاتهم من الوقود اتقاء لبرد الشتاء، ومن هذه الوسائل جمع مخلفات الثروة الحيوانية وصبها في قوالب معينة وتعريضها لأشعة الشمس لبعض من الوقت لاستخدامها كوقود في /البابور/ المصنع من المعدن، وهناك من اعتمد على مخلفات تقليم الأشجار وجمعها لهذه الغاية، إضافة إلى قشور اللوزيات وغيرها من الأشجار المثمرة والعلب الكرتونية والبلاستيكية، وكل ما يخطر في البال، مما هو قابل للاشتعال وينشر الدفء ويقي من برد الشتاء.
لكن على المقلب الآخر هناك مخاوف وتوجس من بعض ضعاف النفوس الذين ينتظرون لانتهاز الفرصة لكي تعمل مناشيرهم على قطع الأشجار في المواقع الحراجية، وتشهد المحافظة منذ أعوام عمليات احتطاب جائر وأعمال سطو واعتداءات متكررة على المواقع الحراجية والأشجار المثمرة، وهذه الاعتداءات بلغت ذروتها من قبل ضعاف النفوس الذين اتخذوا من قطع الأشجار من جذورها مهنة لهم مستغلين حاجة المواطنين للتدفئة للاتجار بالأحطاب وبيعها بأسعار عالية حيث وصل سعر الطن الواحد من الحطب نحو 4 ملايين ليرة.
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك علاء مهنا بين لـ”الثورة” أنه تم توزيع كمية 50 ليتراً من مازوت التدفئة على لـ /14179/ طلباً، من أصل مجموع طلبات الراغبين بالحصول على المادة والبالغة /135196/ طلباً، منها /119825/ طلباً قيد الانتظار والمؤجلة /121/ طلباً، و/ 185/ طلباً قيد التنفيذ، والمتوقفة /105/ طلبات وبذلك تكون نسبة التوزيع نحو 11% من المطلوب، مضيفاً: وقد وزعت على المناطق الأكثر برودة كالريف الشرقي من المحافظة والأكثر اكتظاظاً بالسكان كمدينة السويداء.
بقي أن نقول -والكلام للمحرر- إن الشتاء أصبح على الأبواب، وما زالت عملية توزيع مازوت التدفئة على المواطنين تسير ببطء شديد، وإذا بقيت على هذا الحال يمكن أن ينتهي فصل الشتاء وأعداد كبيرة من المواطنين لا تحصل على مستحقاتها، فالأمر يتطلب زيادة التوريدات من المادة لتطال الجميع خاصة أن المحافظة بمدنها وأريافها بطبيعتها الجبلية تشهد أحوالا جوية قاسية وباردة طيلة فصل الشتاء.