الثورة – دمشق – مريم إبراهيم:
“أزمة التهجير وتداعياتها” شكلت محور ورشة العمل التي أقامتها كلية التربية بجامعة دمشق اليوم، بالتعاون مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية، ومؤسسة أرض الشام في المدرج الكبير بالكلية، بمشاركة عدد من المختصين والأساتذة والطلاب.
وناقشت الورشة خمسة محاور ركزت حول الأسباب السياسية، و الاجتماعية، و التعليمية، والآثار النفسية للتهجير ، والصحة النفسية للمهجرين.
الدكتور محمد علي المحمد- أستاذ في قسم أصول التربية، بين الأسباب السياسية التي أدت للتهجير، وسورية كانت محط اهتمام الدول التي تريد التوسع وتوجهت الغزوات إليها عبر مراحل تاريخية مختلفة، ولكن الشعب السوري بقي صامداً، وتصدت سورية للمشروع الصهيوني بعد حرب تشرين التحريرية ، وواجهت الكثير من التحديات والهجمات الاستعمارية.
– تسرب مدرسي..
الدكتور ماهر السالم- محاضر في قسم التربية المقارنة، أوضح الآثار التعليمية للتهجير، ففي سورية كانت كل السياسات تتجه إلى تعزيز التعليم وتكافؤ الفرص بين الجميع وإيصال التعليم إلى أبعد نقطة وجغرافية في سورية ، وقبل العام ٢٠١٠ تم الوصول لمراحل متقدمة في البحث العلمي وتطور الجامعات وافتتاح جامعات خاصة وغير ذلك، وفي العام ٢٠١١ حدثت الأزمة والحرب على سورية وحدث تدمير منهج للبنية التحتية والمدارس والجامعات وحدث التهجير القسري بفعل العمليات الإرهابية والذي كان له آثار سلبية كثيرة على التعليم، وأصبح هناك التعليم الموجه للمهجرين وتعليم عبر منهاج الفئة ب، وحدثت تغيرات كثيرة وآثار كمية وكيفية أدت للتسرب من المدارس وزيادة الأمية وغير ذلك، ومهم جدا وجود حلول لتلافي هذه الآثار بالتعاون مع المجتمع المدني والجهات المعنية.
– دعم نفسي..
وعرضت الدكتورة صافيناز جاويش من قسم الإرشاد النفسي، الآثار النفسية للمهجرين وما يتركه التهجير من سلبيات على نفسية المهجر وعلى المجتمع اجتماعية واقتصادية وغيرها، وكيفية تقديم خدمات الصحة النفسية وكيف ندعم الأشخاص المهجرين، مع أهمية تطبيق نظام الدعم النفسي الاجتماعي الذي نصت عليه منظمة الصحة العالمية والذي يقدم على أربع شرائح، وكذلك إقامة دورات وورشات دعم نفسي على مختلف الجوانب.
– تشاركية عمل..
مدير مؤسسة أرض الشام باسل دنيا، أكد على أهمية الورشة والمحاور الخمسة التي تضمنتها، وبيَّن أن الهدف تسليط الضوء على الآثار التي تتركها الهجرة، ولاسيما الهجرة القسرية لما يعانيه المهجرون من ضغوطات اجتماعية ونفسية وثقافية كثيرة، مع أهمية الخروج بمخرجات علمية من هذه الورشة لتطبيقها على أرض الواقع ومتابعتها على أساس علمي بحت كي يتم حصد النتائج بطريقة منظمة علمية وأكاديمية وحلول مناسبة للمهجرين، مشيراً إلى أهمية عمل المؤسسة والتشاركية مع جميع المؤسسات الحكومية من جامعات وغيرها، وهذه الورشة هي بتعاون مع كلية التربية التي تعنى بالأقسام التعليمية والنفسية والاجتماعية وغيرها، وبهذه التشاركية يمكن تحقيق الصناعة العلمية والاكاديمية لننتج منها خططاً وأهدافاً للسير عليها في المستقبل القادم.
– تمكين للمرأة..
وحول الأثار الاجتماعية للتهجير أشارت الدكتور عبير سرور من قسم علم الاجتماع، إلى أنها تناولت في ورقتها البحثية حالات ميدانية أجريت على المهجرين، مع التأكيد على ضرورة تمكين المرأة بكل المجالات ورفع الوعي الاجتماعي بعمل المرأة، فمشكلة التهجير لم تنتهِ بعد التهجير وازدادت بعد العودة للمناطق، ومن مهم رفع الوعي وإقامة حملات وورشات توعية للمرأة لتعلم حقوقها وتؤدي رسالتها بالشكل المطلوب.
– علاج تخصصي..
وبما يخص الآثار النفسية للمهجرين أوضحت الدكتورة حياة النابلسي من قسم علم النفس الجانب النفسي للتهجير والفئات الأكثر تضرراً منه والأسباب النفسية التي دفعت الأشخاص للتهجير ولاسيما القسري منه، والتأثير النفسية للتهجير على الأصعدة المختلفة سواء سلوكيات أو الفعالية أو غير ذلك، وهناك مقترحات تقدم في هذا الإطار مثل إقامة جلسات الدعم الاجتماعي للمهجرين وطريقة التعامل معهم، واقتراح جلسات العلاج التخصصي للمحتاجين منهم.