من الهامش إلى الحياة: نداء لتمكين ذوي الإعاقة بعد الحرب

الثورة – إيمان زرزور:

لا تنتهي الحروب حين تصمت المدافع، بل تبدأ فصول أخرى من الألم تتجاوز آثار القصف والدمار، ومن بين أكثر الفئات التي دفعت ثمناً مضاعفاً، يبرز ذوو الإعاقة، الذين أصيبوا خلال الحرب وفقدوا أطرافهم، أو حواسهم، أو استقرارهم النفسي، ليجدوا أنفسهم في مواجهة معركة طويلة للبقاء وسط واقع لا يعترف بهم.

تنوعت الإصابات والإعاقات التي خلفتها سنوات الحرب في سوريا، وكان من أبرزها “بتر الأطراف بسبب القصف أو الألغام، الشلل الجزئي أو الكامل، فقدان السمع أو البصر نتيجة الانفجارات”، إضافة إلى الاضطرابات النفسية كاضطراب ما بعد الصدمة، وحتى تشوّهات خلقية لدى الأطفال بسبب التعرّض للمواد الكيميائية أو ظروف القصف المكثّف.

مما لاشك فيه أن استجابة مؤسسات الدولة لاحتياجات ذوي الإعاقة يجب أن تتخذ طابعاً شاملاً ومنظّماً، يشمل إنشاء مراكز متخصصة لإعادة التأهيل والعلاج الفيزيائي، وتوفير أطراف صناعية متطورة مجاناً، إلى جانب سنّ قوانين تضمن حقهم في التعليم والعمل والدمج الكامل في المجتمع.

لا يكتمل أي مشروع وطني دون دور حقيقي للمجتمع، والمطلوب هو تغيير النظرة النمطية التي تحصر ذوي الإعاقة في دور “الضحية”، وذلك عبر إشراكهم في الحياة الثقافية والرياضية والتعليمية، وتدريبهم على مهارات رقمية أو مهنية تتناسب مع قدراتهم، الإدماج يبدأ من الفهم، ويترسّخ عبر المشاركة.

كما أن التعامل مع ذوي الإعاقة يجب أن ينطلق من مبدأ الاحترام، لا الشفقة، إذ يمكن لكل فرد أن يسهم بدور صغير: بالتطوع في مراكز الدعم النفسي أو الفيزيائي، أو بدعم مشاريع يقودها أشخاص من ذوي الإعاقة، أو حتى بمجرد الاعتراف بوجودهم كجزء أصيل من النسيج الاجتماعي.

رغم صلابتهم، يواجه ذوو الإعاقة عراقيل عديدة، منها صعوبة في الوصول إلى العلاج أو الحصول على أطراف صناعية حديثة، وافتقار البنية التحتية للممرات ووسائل النقل والمدارس المؤهلة، يرافق ذلك معدلات بطالة مرتفعة، وفقر، وتمييز مجتمعي قائم على الشفقة أو التهميش، ما يؤدي إلى عزلة نفسية وشعور بالإقصاء.

ذوو الإعاقة ليسوا عبئاً على المجتمع، بل طاقات معطّلة يمكنها أن تتحوّل إلى عناصر إنتاج وبناء إذا ما توفرت بيئة عادلة، وإن مسؤولية تمكينهم لا تقع على الدولة فقط، بل هي مهمة مشتركة تقع على عاتق المجتمع بمؤسساته وأفراده.

يقول خبراء نفسيون إنه في عالم ما بعد الحرب، لا تُقاس إنسانيتنا بكثرة الشعارات، بل بمدى قدرتنا على احتواء الأضعف وتمكينه، هؤلاء ليسوا مجرد ناجين من الحرب، بل أبطال يقاتلون يومياً من أجل البقاء والكرامة، ومن حقهم علينا أن نمنحهم ما سُلب منهم: الحلم، والفرصة، والحياة الكريمة.

آخر الأخبار
حلب تضع خارطة طريق لتطوير البيئة الاستثمارية وتعزيز التنمية الاقتصادية اختتام امتحانات الثانوية العامة.. طلاب حلب بين الارتياح والترقّب  الثروة الحراجية في درعا.. جهود متواصلة تعوقها قلّة عدد العمال والآليات دعم الأميركيين لحرب إسرائيل على غزة يتراجع إلى أدنى مستوى تحولات سياسية جوهرية.. تؤسس لبناء الدولة السورية بعيداً عن التبعية والمحاور الوعي.. لمجتمع أكثر أماناً وسلامة  حين تكون المحبة والإيمان جسراً.. الأب إليان وهبة وشهادة الروح في التعايش السوري لتثبيت المعلومة وإطلاق اللسان المدرب كمال تاج الدين لـ الثورة: التكرار والتدوين والتخيل شركات التمويل التأجيري .. هل تحل معضلة السكن وتحول الحلم إلى واقع؟ خطة شاملة لتطوير العملية التعليمية في ظل التحديات الراهنة بحلب سهل الغاب.. من سلة غذاء سوريا إلى صحراء! من يوقف نزيف الإهمال؟ على وتر تدفق الغاز الأذربيجاني في سوريا.. نمو مرتقب وتساؤلات الأسعار قيد الانتظار نواب أميركيون: غزة تحولت إلى جحيم على الأرض الداخلية التركية: عدد السوريين الراغبين بالعودة يتزايد يوماً بعد يوم وزير الاقتصاد من حلب: إجراءات جديدة لتحسين بيئة العمل الاقتصادي والتجاري أسئلة "علم الأحياء" للفرع العلمي طويلة وتحتاج التركيز بالنقد تُبنى الدول الممكن والمأمول أمام التحديات السورية الراهنة الاستثمار في سوريا.. فرصة للنهوض وتحديات تنتظر الحل الغاز الأذربيجاني يتدفق.. والكهرباء تتحرّك في ريف دمشق