أحياء على قائمة الموت المعلق.. شهداء على جمر الإبادة.. هو حال فلسطينيي القطاع اليوم.. فهم بين مطرقة الاستشهاد بنيران محتل غاصب يركل عرض الحائط كل الاتفاقات والقوانين الإنسانية والأخلاقية قبل الدولية، وسندان الارتقاء غرقاً بخيام لا ترد عنهم برداً أو مطراً أو جوعاً أو عطشاً أو مرضاً.
و يبقى اللافت هنا حالة السبات الأممي، فلا عين دولية ترى، ولا أذن عالمية تسمع.. لتبقى حمامات الدم متأججة ويبقى الساطور الإسرائيلي يمعن في جرائم الإبادة بحق الفلسطينيين طالما أنه لا حسيب يعاقب، ولا مجتمع دولياً يتحرك وينهض بمسؤولياته.
أعداد كبيرة من الفلسطينيين ارتقوا في مشفى كمال عدوان، فلا دواء ولا طعام للمصابين والجرحى، بل حتى إن قوات الاحتلال قامت باعتقال الكادر الطبي لتحكم على مئات الفلسطينيين بالموت المحتم، وهاهو مشفى أبو يوسف النجار ينضم لقائمة المشافي الخارجة عن الخدمة في قطاع غزة، فلا يتبقى في الأفق أي بارقة أمل بانتهاء جرائم الإبادة وإنقاذ من يمكن إنقاذه.
حال اللبنانيين ليس بأفضل من الفلسطينيين، فأكثر من ٢٠٠ طفل ارتقوا فيما أصيب ١١٠٠ آخرون خلال الشهرين الماضيين، ليبقى السؤال ألم يحن الوقت لتحرك أممي عاجل وقرار دولي جامع بوقف مجازر المحتل الإسرائيلي؟!.. وإلى متى ستبقى القرارات الأممية حبيسة الأدراج؟!.. ومن يعوض الأمهات الثكالى عن فلذات الأكباد؟!.. ومن يواسي الأيتام وهم باتوا لا حول لهم ولا قوة؟!.. هي أسئلة برسم ضمائر أممية ثبت للجميع أنها باتت ميتة أو في حالة غيبوبة إنسانية وأزمة أخلاقية مستفحلة.