خبراتهم تفوق العالمية.. الدكتورة ضحية لـ “الثورة”: 18 طبيباً اختصاصياً في الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل
الثورة – دمشق – عادل عبد الله:
ذكرت مدير مركز إعادة التأهيل والأطراف الصناعية في وزارة الصحة الدكتورة رفيف ضحية، أنه ورد في المرسوم رقم 19 المتعلق بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والتزامات الجهات العامة والخاصة تجاههم، “تعزيز الاختصاصات الطبية المتخصصة بإعادة التأهيل، وخاصة اختصاص الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل”.
اختصاص مهم
ولفتت الدكتورة ضحية لـ “الثورة” أنه اختصاص يأتي بعد سنوات دراسة الطب البشري، للأسف هذا الاختصاص مهمل لناحية تدعيمه بكليات الطب البشري، أي أن الطالب في هذه الكليات لا يعرف بوجود هذا الاختصاص، وبإمكانه تقديم المفاضلة عليه وبالتالي الاختصاص، لكن الطالب الذي يقوم بدراسة هذا الاختصاص فهو لتمرير الوقت بشأن الخدمة الإلزامية، أو مرحلة انتقالية للسفر.
وبينت أن هذا الاختصاص متعلق بالأجهزة العضلية والحركية والعصبية كاملة، ويعنى بتأهيل معظم الأمراض والإصابات التي تصيب الجهاز العضلي الهيكلي، أي أنه ضمن دراسة هذا الاختصاص تتم دراسة العضلات، المفاصل، العظام، حتى تأهيل الشيخوخة، تأهيل الحمل، تأهل مشكلات الدوار الدهليزي، فهو اختصاص متشعب ويدخل في جميع الاختصاصات، لذلك هو ضروري.
تداعيات الحرب الإرهابية
وأكدت الدكتورة ضحية أنه تأتي ضرورة هذا الاختصاص حالياً بسبب تداعيات الحرب الإرهابية على سورية، وما آلت إليه من إصابات بين الأشخاص، وبالتالي وجود شريحة واسعة جداً من الأشخاص ذوي الإعاقة، فهؤلاء الأشخاص يحتاجون إلى التأهيل لكي يعودوا إلى حياتهم الطبيعية، ويكونوا أشخاصاً منتجين في المجتمع.
ونوهت بأنه يأتي إلى المركز أطفال لديهم مشكلات عصبية أو عضلية، وفي حال حلها بتشخيص معتمد من طبيب وضمن فريق التأهيل، بإمكانه العودة إلى مدرسته وجامعته ومجتمعه، وبالتالي لحياته الطبيعية، ونقس على ذلك معظم الحالات.
وأشارت إلى أنه تم العمل مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لإدخال مادة الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل بأحد مناهج كلية الطب البشري، مبينة أنه توجد محاضرتان فقط في المنهاج حالياً حول الجهاز المفصلي الحركي، وهنا الطالب يدرس أو لا يدرس تلك المحاضرتين، فهذا المنهاج مهمل، وبالتالي الطالب يتخرج ولا يعرف بهذا الاختصاص.
من أعلى الاختصاصات
وأضافت: عالمياً فإن اختصاص الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل، هو من أعلى الاختصاصات في الطب البشري، وحالياً نحن بحاجة لهذا الاختصاص وتعزيزه والاهتمام به أكثر، ولا أن يكون مرحلة عابرة في دراسة طلاب الطب البشري.
وبالتالي يجب أن يكون اختصاصاً مهماً، كما يجب تشميله بالتأمين مع شركات التأمين، والترخيص لعيادة لمزاولة هذا الاختصاص، وكون الأعداد الهائلة للمعالجين يطغى عملهم على عمل الأطباء الاختصاصيين، مع العلم أنه بجميع دول العالم يكون رأس الهرم بفريق التأهيل طبيب اختصاصي في الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل، ومن ثم يدخل دور المعالج الفيزيائي، اختصاص أطراف صناعية، دعم اجتماعي، مجاز معالجة فيزيائية، والتمريض.
ونوهت بأن الطبيب المتخصص بالطب الفيزيائي وإعادة التأهيل يبدأ عنده التشخيص والتقييم والتأهيل، ووضع الخطة، وينتهي عنده بالتقييم والتخريج والمتابعة وإعطاء الأدوية والاستقصاءات، مشيرة إلى أن جميع أعضاء فريق التأهيل لا يحق لهم استقصاء الحالة، ووصف الأدوية، وقراءة الصور الشعاعية، بل هذه جميعها من اختصاص الطبيب المختص، والفريق عليه تطبيق الخطة التي يضعها الطبيب المتخصص.
خبرات تفوق العالمية
في سورية يوجد 18 طبيباً اختصاصاً في الطب الفيزيائي وإعادة تأهيل، ويوجد بحدود من 5 -6 أطباء اختصاصيين من خيرة الأطباء، في مستشفى قطنا، لافتة إلى أن خبرات هؤلاء الأطباء جميعهم تجاري وتتفوق على خبرات الأطباء ومعظم المدارس بهذا الاختصاص في العالم.
وذكرت أنه عند حضور الخبراء الأجانب من أجل التدريب والاطلاع على الخبرات لدينا، يكون حديثهم بأنهم هم من يجب أن يتعلم من خبرات الأطباء السوريين لما اطلعوا عليه من حالات بسبب ظروف الحرب الإرهابية، وتمت معالجتها بنجاح تام.
وعند تحول المركز إلى هيئة عامة.. سيتحول إلى الهيئة العامة للطب الفيزيائي وإعادة التأهيل، ليكون هذا المصطلح واضحاً ومذكور، ويعرف الجميع أنه اختصاص طبي مستقل له كينونته الخاصة ويتداخل مع جميع الاختصاصات وهي بحاجة هذا الاختصاص.