الثورة – آنا عزيز الخضر:
عندما يخاطب العرض الصامت جمهوره، فإنه يتكئ على مغردات وأدوات إبداعية، للنهوض بمقولة العرض ككل، مهما تطلبت من يينة درامية وحورات لإيصالها.. لتكون هنا جميع عناصره ومؤثراته وتفاصيله
ضمن نفس السياق..
فرجة بصرية وديكور وإضاءة وموسيقا، حيث يتجلى الإبداع الحقيقي، تحديداً عندما يتمكن المبدع من القبض على مفاتيح أدواته، هذا ما تجلى عبر العرض المسرحي“عد عكسي” على خشبة مسرح الحمراء بدمشق، من تأليف وإخراج هنادة الصباغ.
وهو عرض صامت يدور حول مراحل حياة الإنسان باستخدام إشارات وإيحاءات ومقاطع موسيقية ومؤثرات صوتية وضوئية، وتضمن العرض محطات متنوعة وعديدة، مرت على ذكريات ركزت على مشاعر وأحاسيس السعادة، التي يبحث عنها الإنسان طوال عمره، متجاهلاً كل محطة يعيشها ويمر بها في مراحل حياته، من دون أن يراها، هو يبحث ويبحث عنها هنا وهناك في الماضي والمستقبل، وينسى حاضره…
العرض المسرحي يتحدث عن حياة إنسان من موته حتى ولادته، ماراً بكل المحطات والمشاعر والمخاوف والأحاسيس المختلفة، التي تفرضها عليه حياته.
وقد لعبت الموسيقا دوراً مهماً في شرح أفكار وتفاصيل سيرورة الموضوع، كونه عرضاً صامتاً، وكانت الموسيقا هي الحوار، الذي نطق المقولة، وسار بها الى الأمام، متكاملاً مع العناصر الأخرى.