الثورة- منهل إبراهيم:
تتصاعد أزمة الأسرى داخل كيان الاحتلال، وسط مطالبات لإنهاء الحرب على قطاع غزة، واستقالة رموز الكيان وفي مقدمتهم وزير “الأمن القومي الصهيوني” بن غفير.
وأكدت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، بأنّ اتفاق وقف إطلاق النار في الشمال يجب أن يلجم الحرب في قطاع غزّة، إذ حاولت “إسرائيل” فصل الساحتين عن بعضهما البعض، ولكن في الحقيقة هذا الأمر يجب ألا يعطي دفعة لاستمرار الحرب في القطاع بل يجب أن يدفع نحو إيقافها.
وأوضحت الصحيفة خلال افتتاحيتها أنّ استمرار الحرب على قطاع غزّة يعني التخلي الفعلي عن الأسرى الإسرائيليين، إذا لا يزال لدى المقاومة نحو 101 أسير إسرائيلي نصفهم تقريباً على قيد الحياة، ومنهم من قتل، فقبل أيام أعلنت “حماس” في مقطع فيديو مقتل امرأة أسيرة، لذلك، هناك أشخاص من الممكن إنقاذهم.
وشدّدت “هآرتس” على أنّه “يجب على حكومة نتنياهو أن ترى في نهاية الحرب في الشمال خطوةً مهمة على طريق إنهاء الحرب في قطاع غزّة لإعادة الأسرى الإسرائيليين، وهذا واجب أخلاقي، والوقت أصبح مناسباً لذلك الأمر”.
وبشأن اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، أشارت الصحيفة إلى أنّه وبعد عامٍ وشهرين تقريباً أوشكت الحرب في الشمال على الانتهاء، إذ جرى الاتفاق بين “إسرائيل” وحزب الله على أساس الخطوط العريضة من القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي أنهى حرب لبنان الثانية.
ووفق الصحيفة الإسرائيلية فإنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سينسحب تدريجياً من أرض الجنوب وسيغادر حزب الله المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني، وبعدها ستدخل قوات الجيش اللبناني بشكلٍ تدريجي إلى المنطقة.
وكذلك، انتقدت الصحيفة تفكير المعارضين للاتفاق، على سبيل المثال تحدّث رئيس ما يسمى “معسكر الدولة”، بيني غانتس، ضد الاتفاق، وادّعى أنّ “سحب القوات الإسرائيلية الآن، والديناميكيات التي ستنشأ، ستجعل الأمر صعباً على إسرائيل، وستجعل من الأسهل على حزب الله أن يعيد تنظيم نفسه”.
وأضاف غانتس أنّه من الممنوع أن تقوم “إسرائيل” بعمل نصف مكتمل، ويجب أن نفوّت الفرصة الآن من أجل التوصّل إلى اتفاق قوي سيؤدي إلى تغيير الوضع في الشمال.
كما لفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنّه على الجميع في “إسرائيل” أن يرحّب بالهدوء المتوقّع في الجبهة الشمالية، بطريقة تمكّن من عودة المستوطنين إلى هذه المنطقة وإعادة تأهيلها، كونها مصلحة إسرائيلية أكثر من أي شيء آخر.
واليوم الأربعاء، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي حيّز التنفيذ، في تمام الساعة الـ4 فجراً بتوقيت بيروت.
وتحول النقاش في ما يسمى “لجنة الأمن القومي” الإسرائيلية اليوم إلى مواجهة مباشرة ومشادة كلامية بين عائلات الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ووزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير، المعروف بمعارضته لوقف إطلاق النار وإبرام صفقة التبادل.
ودارت مواجهة أثناء مراجعة بن غفير لسير عمل مكتبه، وعبرت إيناف تسينجوكر، والدة الأسير ماتان، عن غضبها من أولويات الحكومة، قائلة: “أنتم تريدون بناء بؤر استيطانية على دماء الأسرى، دون إعادتهم لدفنهم؟
وصرخت عضوة الكنيست عن حزب “هناك مستقبل” ميراف كوهين وجه بن غفير: “هذا بسبب إدارتك الفاشلة، أنت عار”، بينما أمر رئيس اللجنة وحزب “عوتسما يهوديت” (نفس حزب بن غفير) تسفي فوغل باستبعادها من المناقشة، بحسب ما نقلت “القناة 12” الإسرائيلية.
وقال فوغل لعائلات الأسرى الذين كانوا حاضرين في الجلسة: “لقد سمحنا لكم بالتحدث لأنكم تستحقون ذلك، احترموا الحدث والمسرح الذي تم تقديمه لكم”، لترد تسينجوكر: “أنت لا تصنع لي معروفًا، لقد مات ابني في الأسر، أنت هنا لأنني أدفع لك راتباً، أنت لا تقدم لنا معروفاً، فاحذر مما تخرجه من فمك، أريدك أن تعيد لي ابني.”