مراسلة “الثورة” في اللاذقية فاتن حبيب:
حكاية الصياد مع البحر حكاية عشق عتيقة ومغامرات لا تنتهي وأغانٍ وشبكة وسمك من مختلف الأنواع.. كادت الحكاية أن تنتهي بعد أن حاول النظام البائد خنقها وتسليمها لمافيات التجار، واليوم بات البحر حراً جميلاً تجوبه مراكب الصيادين وتعود محملة بالرزق الوفير.
عودة الحق لأصحابه
“صحيفة الثورة” التقت عدداً من الصيادين، ورئيس جمعية ميناء الصيادين في اللاذقية نبيل فحام الذي قال: الحمد لله الذي نصرنا وأعاد الحق لأصحابه، وقد قمنا مؤخراً بعقد اجتماع مع الصيادين بحضور الجهات المعنية واتخاذ مجموعة من القرارات التي تنظم هذه المهنة حفاظاً عليها وعلى عودة الصيادين إلى مراكبهم التي هجرها الكثير منهم، ومن أهمها: منع الصيد في الجرف القاعي والبري منعاً نهائياً، ومنع استخدام الديناميت وغيرها ليلاً، ودراسة جودة الشباك واستبدالها بأنواع جيدة.
إضافة إلى إلغاء الأقفاص، وتحديد مراكز انطلاق القوارب (إدخال وإخراج) وهي مراكز رأس البسيط، واللاذقية، وجبلة، وبانياس، وطرطوس، وأرواد، وميناء ابن هانئ.
وهناك مقترح لإحداث ميناء فرعي بناء على طلب بعد الكشف عليه وبالتنسيق مع الجمعية، وتم تخفيض الكمسيون من ١٠٪إلى 5٪ وعن كل ١٠٠ كيلو 5 كيلو.
ونأمل الخير وتوفر هذه المادة التي افتقدها المواطن السوري عامة، وأهل الساحل خصوصاً بعد أن انتهى عصر المحسوبيات، وأصبح لدينا قانون ناظم لهذه المهنة.
بدوره قال عضو في جمعية الصيادين في اللاذقية الصياد محمد عقدة: عانقنا البحر بسعادة بعد أن تحررنا من كل قيود الظلم، صرنا نشعر بالراحة وأنفسنا الصعداء وإن شاء الله ستكون الأيام القادمة أكثر أماناً والرزق وفيراً.
السمك على الموائد
فيما أشار الصياد نبيل عباس من جبلة إلى أنه لا يوجد أجمل من البحر وحياة الصيادين، مؤكداً أنه كلما كان الصيد وفيراً كان الفرح كبيراً، وستشهد الأيام القادمة حركة صيد ممتازة ويتواجد السمك على موائد الجميع، بعد أن كان سعره مرتفعاً، وحركة الصيد فيها صعوبات كبيرة وبالهنا والشفا.. واختتم بالقول وهو يغني “يا بحرية هيلا هيلا، وخيرات بحرنا إلنا كلنا عمي… ومن حق الكل”.
محمد هندي- صياد من اللاذقية، قال: رجعنا للبحر ورجع البحر لنا بعد أن هجرنا المراكب بسبب التضييق علينا، والصيد مهنة توارثناها عن الآباء والأجداد وسنعلمها لأولادنا، والقرارات التي اتخذت مبشرة ومشجعة والأيام القادمة ستظهر ذلك.
ونقول بدورنا: رغم أن البحر جار البيوت في الساحل، لكن السمك كان مفقوداً على الموائد رغم أهميته وقيمته الغذائية المليئة بالفيتامينات والمعادن، واليوم بعد عودة الحق ستتزين الموائد بها وستكون في متناول يد الجميع، ومع مواكبة عمل الصيادين سيعود سوق السمك عامراً بخيرات البحر الكثيرة.