الثورة – جاك وهبه:
في ظل التغيرات المستمرة التي يشهدها سوق اللحوم الحمراء، تحدث رئيس جمعية اللحامين في دمشق معتز العيسى، في تصريح خاص لصحيفة الثورة عن أبرز التطورات التي طرأت على أسعار اللحوم خلال الفترة الأخيرة.
وأوضح أن الأسعار شهدت انخفاضاً ملحوظاً في الأسواق، وهو ما يعكس تأثيرات عدة عوامل اقتصادية وموسمية، إضافة إلى التغيرات في سلوك المستهلكين.
تراجع ملحوظ
وأشار إلى أن أسعار اللحوم الحمراء في أسواق دمشق شهدت تراجعاً ملحوظاً، حيث يتراوح سعر كيلو هبرة العجل بين 110 و120 ألف ليرة سورية، بينما يتراوح سعر كيلو الهبرة من الغنم بين 140 و160 ألف ليرة، أما سعر كيلو المسوفة من العجل، فقد انخفض إلى ما بين 100 و110 ألف ليرة، في حين يتراوح سعر كيلو المسوفة من الغنم بين 120 و130 ألف ليرة.
زيادة المعروض
وعن الأسباب التي أدت إلى هذا الانخفاض في الأسعار، أوضح العيسى أن عدة عوامل تضافرت معاً لتساهم في هذا التراجع، وأهمها دخول موسم وفرة الإنتاج، مما ساعد على زيادة المعروض من اللحوم في الأسواق، كما أن تراجع أسعار الأعلاف بشكل ملحوظ ساعد على تقليل التكاليف على المربين، وهو ما انعكس إيجاباً على الأسعار، مشيراً إلى أن انخفاض الطلب من قبل المستهلكين نتيجة تراجع قدرتهم الشرائية كان له دور كبير في خفض الأسعار، بالإضافة إلى تراجع أسعار الفروج، مما دفع بعض المستهلكين نحو اللحوم البيضاء.
استقرار الأسعار
وفيما يخص حجم الإنتاج المحلي، أكد العيسى أن مسلخ الزبلطاني يشهد عدد ذبائح يومي حوالى 600 إلى 700 رأس من الغنم، و20 إلى 25 رأساً من العجل، وهو ما يعكس زيادة المعروض في السوق المحلية، موضحاً أن الجمعية تتابع عن كثب تطورات السوق وتنسق مع الجهات المعنية لضمان استقرار الأسعار وتلبية احتياجات المواطنين، مع الحرص على تعزيز الشفافية في تسويق اللحوم وضمان جودتها.
تخفيف الأعباء
وتباينت آراء المواطنين حول هذا الانخفاض، حيث أبدى العديد منهم ارتياحهم لهذا التغيير الذي سيسهم في تحسين وضعهم المعيشي.
وقال عدد منهم: “كانت أسعار اللحوم مرتفعة جداً، وكان من الصعب شراؤها بشكل مستمر- اليوم، أصبح بإمكاننا شراء اللحوم بشكل أكثر انتظاماً لأفراد أسرنا، وهذا يخفف من عبء الحياة اليومية”
وقال آخرون: “أسعار اللحوم كانت تشكل عبئاً كبيراً على ميزانية المنزل، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وكنا نضطر إلى تقليل استهلاكها، أما الآن مع هذا الانخفاض، نشعر أن الأمور أصبحت أفضل قليلاً”.
ليس كافياً
من الناحية الاقتصادية، يرى البعض أن هذا الانخفاض قد يساهم في تقليص الضغوط التضخمية، خصوصاً في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، وأن انخفاض أسعار اللحوم يمكن أن يكون إشارة إيجابية لبعض التحسينات في سلاسل التوريد، لكنه ليس كافياً لتحقيق استقرار اقتصادي شامل دون معالجة بقية التحديات التي يواجهها السوق المحلي.
تحسن مستدام
في الختام، فإن انخفاض أسعار اللحوم في سوريا يعد تطوراً إيجابياً يعكس استجابة السوق لبعض التغيرات في العرض والطلب، إلا أن هذا الانخفاض يبقى محدوداً في تأثيره على المواطنين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانون منها، ولا يمكن النظر إلى هذا التغير بمعزل عن باقي الأوضاع الاقتصادية في البلاد، حيث لا يزال التضخم والبطالة وضعف القوة الشرائية يمثلان تحديات كبيرة، لذلك، ويبقى الأمل معقوداً على استمرار هذا التوجه في انخفاض الأسعار، ولكن ذلك يتطلب تحسناً مستداماً في الوضع الاقتصادي بشكل عام.