الثورة – دمشق – عزة شتيوي:
أكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون اليوم ضرورة رفع وانهاء العقوبات الغربية على سوريا بما يساهم بنهوض وبناء الدولة السورية مشيراً الى أن هذه العقوبات فرضت على النظام السابق ومن الضروري اعادة النظر فيها من قبل جميع الدول التي تفرضها.
وقال بيدرسون في مؤتمر صحفي عقده في دمشق إن تشكيل جيش وطني موحد في سوريا هو الضامن الاساسي للاستقرار وإن القيادة الجديدة في سوريا تسعى لبناء هذا الجيش بإدارة دقيقة تفادياً لأي شرذمة أو تنافس داخل الفصائل الموجودة على الأرض السورية.
عملية الانتقال السياسي سورية صرفة..
كما أشار المبعوث الاممي إلى سوريا أن عملية الانتقال السياسي والحوار الوطني والاعداد لمؤتمر وطني هي بيد الشعب السوري مشدداً ان “هذه العملية يملكها ويقودها السوريون ولا يوجد تعريفات او تدخلات خارجية لها ويجب أن تشمل جميع شرائح وأطياف ومناطق المجتمع السوري منوهاً بضرورة التمثيل الكافي للنساء السوريات اللواتي يشكلن اكثر من نصف الشعب السوري”.
وقال بيدرسون في كلمة للصحفيين أن هناك حالة اجماع دولية كلها تصب في مصلحة دعم سوريا لاحداث تحول سياسي ناجح يؤدي الى انتقال سياسي شامل ودستور جديد وانتخابات حرة وعادلة يقودها السوريون وتضمن سيادة سوريا ووحدة اراضيها وتطلعات ابنائها وهذا من شأنه ان يترجم القرارات الدولية بما فيها جوهر القرار 2254 ولكن بما يتلائم مع الواقع الراهن في البلاد فمبدأ القرار 2254 يشير الى عملية سياسية شاملة يقودها السوريون بعون من الامم المتحدة بالاضافة الى جملة من القضايا المهمة والحساسة والتي تعنى بالمفقودين واللاجئين وغيرها مشيرا الى أن هناك قرار آخر اممي سوف يعمل على دعم العملية السياسية في سوريا وهذا يتطابق مع دور الامم المتحدة التي تدعم القضايا الاساسية حيث يوجد اكثر من 17مليون سوري بحاجة الى مساعدات انسانية واغاثية بالاضافة مسائل التنمية واعادة الاعمار وسيادة القانون وحقوق الانسان والعدالة الانتقالية
لقاءات ايجابية..
وحول لقاءات المبعوث الاممي مع القيادة السورية الجديدة رحب بيدرسون بالمباحثات الايجابية مع القائد احمد الشرع ووزير الخارجية السورية السيد اسعد الشيباني مؤكدا أن رؤية السلطات المؤقتة في دمشق ايجابية وأنها تسعى لفرض القانون والسلم الاهلي مشيرا الى أن للسيد الشرع تطلع كبير على ان تسود العدالة الانتقالية وان لا يكون هناك اي عمليات انتقامية بل ضرورة حماية كل السوريين ومعاقبة من يقومون بالقصاص وان تأخذ المحاسبات شكلا قانونياً ومحاكمة عادلة لكل من تورط ويتورط بجرائم بحق الشعب السوري
وأشار المبعوث الأممي إلى سوريا إلى أنه ناقش خلال اجتماعين مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع سبع نقاط من ضمنها أن تنضوي الفصائل المسلحة ضمن جيش وطني والفرص المتاحة بالنسبة لشمال شرق سوريا وحماية جميع السوريين والانتقال السياسي والعدالة الانتقالية والمجال الاقتصادي وإعادة الإعمار وكذلك مسألة الوجود الإسرائيلي في الأراضي السورية.
وتابع قائلا إن “هذه النقاط تحدثنا فيها مع الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني، ونحن فهمنا جميع الأفكار فيما يخص الانتقال السياسي”.
وأردف قائلا “نحن سمعنا من حكومة تصريف الأعمال أنه سيتم الانتقال للمرحلة الثانية المرتبطة بعملية الانتقال السياسي، والأهم اليوم تشكيل الجيش الوطني وهو مهم للاستقرار وهذا يحتاج لحذر وهدوء مشيرا الى وجود تحديات كبيرة امام هذه الادارة المؤقته والتي جاءت بعد 14 عاماً من الصراعات والحروب واربعون عاماً من حكم الرجل الواحد في سوريا وما يترتب على ذلك كثير من المعوقات ولكن يجب أن نرى قريباً الانتقال من حالة الطوارىء الى حالة دولة القانون في سوريا
وفي معرض اجاباته عن اسئلة الصحفيين أكد بيدرسون أن الوضع في شمال شرق سوريا حساس مرحباً بالمباحثات بين القيادة السورية المؤقته وقائد قوات سوريا الديمقراطية وان هذه المباحثات يجب أن تعطى وقتا وحوارا كافيا لتجنب اي تصادمات او مواجهات وللوصول الى نقاط مشتركة ضمن عملية دبلوماسية تضمن وحدة وسلامة الاراضي السورية وسلامة كل السوريين.
وفي سؤال خاص بصحيفة الثورة حول مصير اوراق اللجنة الدستورية السابقة والتي قادها المبعوث الاممي بوجود شخصيات من كل الأطراف السورية أكد بيدرسون أن هذه الاوراق هي مذكرة جيدة ومتوفرة في حال طلبها السوريون ويمكن ان تكون ارضية جيدة لجزء من الحوار
وختم بيدرسون بأن الاسرة الدولية هي أحد محركات وقف الصراع في سوريا ويجب أن تقوم بمقاربات جديدة لتقديم العون والمساندة للسوريين وهذا أمر طرح في مؤتمر العقبة وفي الرياض وفي اجتماعات نيويورك ايضا وأنها يجب أن ترتقي لتطلعات السوريين الذين انخرطنا وننخرط معهم اليوم ونحن على ثقة كاملة بقدراتهم فما جرى خلال الاسابيع الستة الماضية يعكس قوة وارادة السوريين وقدرتهم على المضي ببلادهم نحو الاستقرار والسلام.
#صحيفة_الثورة