يزهر الأمل من بين الأنقاض والدمار وتعودُ الحياة للسوريين.. وبدل الشمس بضوي شموس.. من قلب هدير الطيران الحربي والبراميل المتفجرة والصواريخ المدمرة، وإن كانت الحرب قدراً محتوماً على السوريين في جميع مناطقهم، قاوموا بالأمل، وبإيمانهم بأيام حلوة، وبمواسم أحلى آتية.
الوطن ليس شجراً وبحراً وجبالاً فحسب، بل هو أناس يثبتون كل يوم، ورغم الحرب، أن قلوبهم مشغولة بالإنسانية لإخوتهم والمحبة لوطنهم، وأن ما يعيشون فيه هو بريق الأمل الحقيقي وسط الخراب، وما هي إلا أيام بعد أن كتب النصر بأيدي رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فهرعوا إلى إنقاذ وطنهم من تحت بقايا ركام ما خلفته آلة دمار وعنجهية نظام.
لا يخطئ السوريون إن تسلحوا بالأمل، هذا الشعور الإنساني العابر للحدود والهويات والأزمنة والأعمار، ليس في الحروب فحسب، بل في سائر محطات الحزن التي عاشوها من إبعاد وفراق وتدمير وقمع للحريات، ويشهد الكثيرون على ضوءٍ صغير يلمع في قلوبهم، حتى خلال أعمق لحظات اليأس من أجل الاستمرار والنهوض بوطنهم من جديد، في خانة غريزة النصر والحرية.
أما من خسروا بيوتهم أو أقرباء لهم، فمن الصعب جداً عليهم استحضار الأمل، هم من ضحايا الحرب بحاجة إلى من يحتويهم ويحتضنهم ويعيد ترميم ما تدمّر، وتوفير دعم معنوي ونفسي في حالات كهذه، لأنه يبقى حلم العودة إلى القرى والبيوت التي تركت بداعي النزوح، هو أملهم وخلاصهم من الحرب التي دمرت أحلام الجميع.
صحيح أن الحرب خارجة عن إرادة ضحاياها، وأنها فرضت علينا ولم نستطع التحكّم بظروفها ولا بمواعيد نهايتها، إلا أن الأمل جزء أساسي من الصمود في وجهها، وأثبت السوريون في تلك الحرب، أنهم أهل في تشييد جدران الصمود والحياة والاستثمار في الأمل.. من وسط الدمار يولد الأمل، سوريا الحرة تنتفض من غبارها.
السابق