الثورة – رولا عيسى:
لعل التحدي الأول أمام الإدارة الاقتصادية الجديدة للبلاد، يتمثل في كيفية العمل على رفع قيمة الليرة السورية، بعد أن عانت انهيارات متتالية في زمن وحقبة النظام البائد، ولاسيما خلال 14عاماً من الحرب.
وتغيرت قيمة العملة مقابل الدولار الأمريكي، لتتراجع آلاف المرات، واليوم تعود وتشهد نوعاً من التحسن التدريجي مع فجر الثورة السورية، إذ تخطى سعر صرف الدولار الواحد عتبة ال20 ألف ليرة سورية قبل هذا التاريخ، وهذا ما انعكس على الأسعار وموت سريري للانتاج والإقتصاد المحلي، ليشهد اليوم سعر الصرف ضمن المركزي 13 ألف ليرة سورية وفي سوق الصرافة بدمشق 11.500ليرة، وهذا ما ترك ارتياحاً لدى الناس.
لكن ثمة تساؤلات يطرحها الشارع السوري والمختصون حول إمكانية طباعة عملة جديدة، كأحد وسائل تحسين قيمة الليرة السورية.
وهنا يقول رئيس جامعة حلب الدكتور والباحث الاقتصادي أسامة رعدون: إن طباعة العملة ليس بالأمر السهل، وإنما يحتاج لدراسة واقعية ولصوابية في القرار، خاصة في ظل التحديات الحالية.
ورأى الدكتور رعدون أن العملة السورية الحالية ليست بمواصفات جيدة ولا تتمتع بمعايير أمان، لكن هذا لايعني التسرع ويجب الانتظار قليلاً، فثمة معايير ومواصفات محددة يجب أن تتمتع بها العملة حتى تكون قوية.
وأشار إلى أنه في حال تجاوز التحديات والمعوقات الاقتصادية الحالية، يمكن أن تتراجع قيمة الدولار وربما يصل إلى 1000 أو 500 ليرة سورية، وهذا ما تعمل عليه الإدارة الجديدة.
وتبدو الإشارة ضرورية إلى أن طباعة عملة جديدة قد تصل إلى 500مليون دورلار في الدول العربية، وبطبيعة الحال في الولايات المتحدة وصلت قيمة طباعة العملة إلى مليار دولار.
ومن الأهمية بمكان أن نذكر أن قيمة العملة تتأثر بجملة من العوامل، منها الاقتصادية القائمة على استثمار الموارد الطبيعية، الإنتاج، حجم الاحتياطيات، التصدير، السياسات النقدية الصحيحة، وغيرها، إضافة إلى العوامل السياسية القائمة على الاستقرار العسكري والجغرافي، وأيضاً تتأثر العملة بالعرض والطلب، التعاملات الخارجية، والمضاربات.
لاشك أن التحديات كبيرة أمام الإدارة الجديدة في سوريا، لكن ثمة مؤشرات إيجابية بدأت مع تحسن سعر الصرف، وتوفير المواد.
واليوم تتوجه الأنظار والثقة بالقدرة على تخطي المعوقات والتحديات التي خلَّفها النظام البائد، من خلال ما تشهده القطاعات الاقتصادية من حراك ونقاشات يجب أن تتوسع وتستعين بالخبرات والتجارب الناجحة، وأن نجدها أداة عمل فعلي على أرض الواقع وفق تنسيق وتعاون مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، هدفها تأسيس شراكات واستثمارات حقيقية تدفع بالعملة السورية نحو الصعود مجدداً.
صحيفة – الثورة
