التسويق الرياضي في الأندية واتحادات الألعاب.. ضعف كبير.. وعمل بلا تأثير.. وخسارة مداخيل لغياب الحل والتدبير

الثورة – يامن الجاجة:

لا يخفى على المتابع الرياضي، ما تعانيه مجالس إدارات أنديتنا، وكذلك الحال، اتحادات الألعاب، من ضعف كبير على مستوى التسويق الرياضي، ولا يختلف اثنان على حقيقة الغياب شبه الكامل لهذا الجانب في عمل معظم الإدارات، ولاسيما عندما يتعلق الأمر بالأندية الجماهيرية، واتحادات الألعاب الشعبية، خاصة كرتي القدم والسلة.

عكس المنتظر
وعلى عكس ما يجب أن يكون عليه الأمر، فقد عانت الأندية الجماهيرية، كما هو حال الكرامة والوحدة وأهلي حلب، في عهد النظام البائد، من أعباء مالية هائلة لا تستطيع الإيفاء بها، رغم ما تملكه الأندية المذكورة، من مواقع استثمارية وشعبية جارفة تؤهلها لتوقيع عقود رعاية عديدة، وإبرام صفقات ذات طابع تسويقي، تدر على خزينة النادي الأموال الهائلة، عدا عن قدرة تلك الأندية على استقطاب أبرز الفعاليات الاقتصادية في محافظاتها، كما هو حال أهلي حلب في حلب، والوحدة في دمشق، والكرامة في حمص.

غياب الخبرة والاختصاص
ودرجت العادة أن يتم تكليف أحد أعضاء إدارة كل نادٍ بملف التسويق، ولكن للأسف فإن معظم من تم تكليفهم بهذه المسؤولية في إدارات الأندية لم يكونوا من ذوي الخبرة والتجربة في هذا المجال، وليسوا من الأكاديميين المتخصصين بأمور التسويق، وعلوم الترويج للعلامة التجارية الرامية لتوفير مداخيل إضافية، لا بل على العكس فإن المصلحة الشخصية، والرغبة بتسلّم هذا الملف، كانت سبباً كافياً لتكليف سين أو عين من أعضاء هذه الإدارة أو تلك كمسؤول تسويق في إدارة النادي، رغم عدم إلمام الشخص المكلف بماهية العمل الواجب إنجازه، وعدم معرفته بالحلول والتدابير الواجب اتخاذها.

لجان خلبية
وفي اتحادات الألعاب الشعبية وتحديداً كرتي القدم و السلة كان التوجه نحو تشكيل لجان للتسويق والعلاقات العامة، ولكن لم يختلف الأمر كثيراً عن الأندية، حيث تم تشكيل تلك اللجان من غير أهل الاختصاص، لا بل إن الولاءات الانتخابية كانت سبباً لتعيين هذه الشخصية أو تلك في لجان التسويق التي كانت لجاناً خلبية لا تقوم بأي عمل على أرض الواقع، إلا في حالات نادرة.

فشل ذريع
ولا يمكن حصر الوقائع التي تؤكد فشل الاتحادات على مستوى التسويق وبيع حقوق بث المسابقات المحلية مع تأمين رعاة للمنتخبات الوطنية في سطور قليلة، ولكن عجز اتحاد كرة القدم خلال الموسمين الأخيرين عن بيع حقوق البث التلفزيوني والإذاعي، وكذلك عن بيع حقوق الإعلانات في الملاعب، وكذلك راعي اسم البطولة،  ما هو إلا دليل صارخ على الفشل والعجز الكبيرين، على اعتبار أننا نتحدث عن الدوري الممتاز لكرة القدم الذي يحظى بمتابعة جماهيرية وإعلامية كبيرة، دون أن يكون لتلك المتابعة دور في القدرة على تسويق المسابقة كما يجب.

الرمد أفضل
أما اتحاد كرة السلة فقد وقع هو الآخر بفخ الفشل النسبي بعد أن باع حقوق البث الإلكتروني لمسابقة الدوري السلوي بمبلغ متواضع، مقارنة بما توفر للمسابقة، من متابعة جماهيرية وتغطية إعلامية، نظراً لوجود لاعبين أجانب في المنافسات ولاسيما في الأدوار النهائية.

كفة متساوية
ويمكن القول وفقاً لمقياس الظروف والنتائج : إن فشل اتحاد كرة القدم كان مبرراً نظراً لغياب المقومات التي تشجع وسائل الإعلام على شراء حقوق بث مباريات الدوري الكروي، وأهمها الملاعب التي كانت في حالة يرثى لها، بينما كان فشل اتحاد كرة السلة أكبر حجماً لأن صالاتنا السلوية شهدت نقلة نوعية خلال السنوات القليلة الماضية، وكانت مهيأة لاستقبال مباريات قمة في كل جولة، ومع ذلك فقد كان هناك عجز عن بيع حقوق البث مقابل مبلغ محترم، وبالتالي يمكن القول إن كفة الفشل التسويقي كانت متقاربة نوعاً ما بين الاتحادين.

الوحدة وأهلي حلب
وتكاد تكون الأزمات المالية لنادي الوحدة، وكذلك لأهلي حلب هي الأشهر من بين تلك الأزمات التي تعرّضت لها عدة أندية، ولكن جئنا على ذكر الوحدة وأهلي حلب باعتبارهما من الأكبر جماهيرياً، ومن الأغنى استثمارياً، عدا عن كونهما يتّبعان للمحافظتين الأهم محلياً، وهما دمشق وحلب، حيث لم تكن كل تلك المزايا كافية في فترات متقطعة لعدم وقوع الناديين في أزمات مالية كبيرة، غالباً ما تم الخروج منها عبر اللجوء إلى رجال الأعمال أو الفعاليات الاقتصادية المحلية، دون أن يكون للتسويق الرياضي ولمداخيل حقوق البث وجلب الرعاة دور حقيقي في الخروج من عنق الزجاجة.

تأثير سلبي
ولا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل التأثير السلبي الذي تركه ضعف التسويق الرياضي في الأندية واتحادات الألعاب، حيث كان ذلك التأثير على المستويين الفني والمادي، فعلى المستوى الفني حُرمت الأندية واتحادات الألعاب من فرصة التعاقد مع أفضل اللاعبين، أو استقدام أكفأ المدربين، نتيجة نقص السيولة المادية، وعدم كفاية المقدرات المالية المتوفرة، فيما حُرمت خزينة الأندية، وكذلك اتحادات الألعاب من مداخيل كافية
لتغطية نفقات كبيرة، وهو تأثير مادي لا يمكن تجاهله.

 

آخر الأخبار
أنشطة خدمية وجولات ميدانية لتحسين واقع الحياة في مدينة سراقب الصالح يبحث مع يرلي كايا تعزيز التعاون في إدارة الكوارث منتدى الاستثمار  السوري – السعودي ينطلق في دمشق.. وزير الإعلام:  سوريا تربة خصبة وسوق واعدة للاستثم... منتدى الاستثمار السوري السعودي.. خطوة كبيرة في مسار الانفتاح الاقتصادي عمر الحصري رئيس هيئة الطيران المدني بعيد تكليفه: أتعهد بإطلاق منظومة طيران آمنة وفعالة المنتدى السوري السعودي يؤسس لشراكة نوعية.. وزير الإعلام: 44 اتفاقية بقيمة 6 مليارات دولار القطاع التأميني يتحرّك.. لجنة فنية وملتقى دولي وتدريب حديث مرسوم رئاسي بتعيين شادي سامي العظمة رئيساً لهيئة التميز والإبداع تعزيز التنسيق في إدارة الطوارئ.. زيارة رسمية لوفد وزارة الطوارئ السورية إلى أنقرة التوسع باختصاصات الصيدلة ودعم الخريجين في الشمال مرسوم رئاسي بتعيين عمر الحصري رئيساً للهيئة العامة للطيران المدني قيمة تأسيسية في مسار بناء الوعي.. التطوع جوهر الشراكة المجتمعية "توب بلاستيك" قصة نجاح من غازي عنتاب إلى حسياء الصناعية يعكس ثقة استثمارية سعودية متزايدة.. إطلاق أول مصنع للإسمنت في سوريا "حمزة لم يحمل سوى شارة الإنسانية".. قلق متصاعد بعد اختطاف متطوع  الدفاع المدني بالسويداء العمل على إصدار تعرفة نقل منصفة.. 20 باص نقل داخلي في طرطوس حلب تستعيد نبضها.. مشاريع تعافٍ وأمل بالعودة الآمنة للمهجرين في مشهد تفاقمها.. تحديات تعيق الاستثمارات في النفايات دخول قافلة مساعدات إغاثية لمحافظة السويداء أول مشروع لصناعة الإسمنت الأبيض في سوريا.. اطلاق مصنع "فيحاء" للاسمنت بعدرا