الرئيس الشرع في خطابه الأول: بتضحيات الشهداء والمعذبين تحررنا وسنبني دولة المؤسسات

الثورة:

أكَّد السيد الرئيس أحمد الشرع أن وحدة الأراضي السورية وبناء مؤسسات الدولة وإرساء دعائم اقتصاد قوي من أولى الأولويات، مشيراً إلى أن النهوض بوطننا لن يكون إلا بتكاتف الجميع شعباً وقيادة. وسنركز على بناء مؤسسات قوية للدولة لا فساد فيها ولارشاوى.
وقال الرئيس الشرع في خطابه للشعب السوري مساء اليوم: إلى أبناء الشعب السوري الأبي أقف أمامكم اليوم بقلب ملؤه الأمل والعزيمة، موجهاً كلمتي إلى كل السوريين والسوريات، إلى من يعيشون في مخيمات التهجير، إلى النازحين واللاجئين، إلى الجرحى والمصابين، إلى عائلات الشهداء والمفقودين، إلى الناشطين الثوار الذين كرسوا حياتهم للنضال من أجل سوريا الحرة.
وأضاف: أقف أمامكم اليوم بعد أربعة وخمسين يوماً من تحررنا جميعاً، تحرر سوريا من قيود نظام مجرم جثم على صدورنا لعقود، أربعة وخمسون يوماً مرت على زوال أربعة وخمسين عاماً من أحلك أشكال الحكم الاستبدادي في تاريخ سوريا والعالم أجمع.
وتابع بالقول: تحررت سوريا بفضل الله أولاً، ثم بفضل كل إنسان ناضل في الداخل والخارج، كل إنسان ضحى بروحه ودمه، ومنزله وماله، وأمنه وأمانه. وتحررت سوريا بالشهداء والمعتقلين والمعتقلات والمعذبين والمفقودين والمفقودات وجميع أمهاتهم الثكالى وأهلهم المكلومين، بسبب تضحياتهم وتضحياتكم جميعاً أقف هنا اليوم، لنفتح معاً فصلاً جديداً في تاريخ بلدنا الحبيب.
وأضاف: انطلق هذا النصر من حناجر المتظاهرين وهتافات المحتجين في الساحات والميادين، انطلق من أنامل حمزة الخطيب وأهازيج المظاهرات، وآهات المعتقلين والمعذبين في أقبية تدمر وصيدنايا وفرع فلسطين، واستمر بتضحيات الثوار الذين حرروا أرض سوريا، رغم سنوات من عذابات الصواريخ والبراميل والكيماوي، فلم ينثنوا ولم ينكسروا.
وقال الرئيس الشرع: أحدثكم اليوم كخادم لكم ساعياً بكل ما أوتيت من قوة لتحقيق تطلعاتكم، وأدعو جميع السوريين لبناء وطن يقوم على العدل والشورى معاً.
وأضاف: أيها الإخوة والأخوات؛ تسلمت بالأمس مسؤولية البلاد، وذلك بعد مشاورات مكثفة مع الخبراء القانونيين لضمان سير العملية السياسية، ضمن الأعراف القانونية، وبما يمنحها الشرعية اللازمة. من هنا، أخاطبكم اليوم بصفتي رئيساً لسوريا في هذه الفترة المصيرية، سائلاً الله أن يوفقنا جميعاً للنهوض بوطننا، وتجاوز التحديات التي نواجهها، ولن يكون ذلك، إلا بتكاتف الجميع شعباً وقيادة.
وشدَّد الرئيس الشرع على أن هذه المرحلة الانتقالية، هي جزء من عملية سياسية تتطلب مشاركة حقيقية لكل السوريين والسوريات، في الداخل والخارج، لبناء مستقبلهم بحرية وكرامة، دون إقصاء أو تهميش.
وقال: سنعمل على تشكيل حكومة انتقالية شاملة، تعبِّر عن تنوع سوريا برجالها ونسائها وشبابها، وتتولى العمل على بناء مؤسسات سوريا الجديدة حتى نصل إلى مرحلة انتخابات حرة نزيهة. واستناداً لتفويضي بمهامي الحالية وقرار حل مجلس الشعب، فإنني سأعلن عن لجنة تحضيرية لاختيار مجلس تشريعي مصغَّر يملأ هذا الفراغ في المرحلة الانتقالية.
كما سنعلن في الأيام القادمة عن اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، والذي سيكون منصة مباشرة للمداولات والمشاورات واستماع مختلف وجهات النظر حول برنامجنا السياسي القادم.
وأضاف الرئيس الشرع: بعد إتمام هذه الخطوات، سنعلن عن الإعلان الدستوري ليكون المرجع القانوني للمرحلة الانتقالية. مؤكداً أنه في الفترة المقبلة سيتم التركيز على تحقيق السلم الأهلي وملاحقة المجرمين ممن ولغوا في الدم السوري. وأيضاً العمل على إتمام وحدة الأراضي السورية؛ كل سوريا، وفرض سيادتها تحت سلطة واحدة وعلى أرض واحدة.
وشدَّد أيضاً على إرساء دعائم اقتصاد قوي، يعيد لسوريا مكانتها الإقليمية والدولية، ويوفر فرص عمل حقيقية كريمة، لتحسين الظروف المعيشية، واستعادة الخدمات الأساسية المفقودة.
وقال الرئيس الشرع: معاً سنصنع سوريا المستقبل، سوريا منارة العلم والتقدم، وملاذ الأمن والاستقرار، سوريا الرخاء والتقدم والازدهار، سوريا التي تمد يدها بالسلام والاحترام، ليعود أهلها إلى وطن عزيز كريم، مزدهر آمن مطمئن بإذن الله.
# صحيفة – الثورة