الثورة – سمير المصري:
شهدت محافظة درعا خلال السنوات الماضية دماراً كبيراً وخسائر كثيرة بالأرواح، ولم تسلم أي مدينة أو منطقة وبلدة في المحافظة من إجرام النظام البائد، حتى الشجر والحجر لم تسلم من إجرامه، ولا تزال آثار الدمار شاهدة على حجم الإجرام الذي تعرضت له محافظة درعا من قبل النظام البائد خلال نحو 8 سنوات، امتدت من عام 2011 حتى 2018، وتعرضت محافظة درعا، والتي انطلقت منها شرارة الثورة، لصب النظام المجرم جام غضبه عليها بقصف عنيف من مختلف أنواع الأسلحة، وخاصة من الطائرات الحربية والمروحيات المحملة بالبراميل المتفجرة، وإلقائها على رؤوس المواطنين الآمنين، وعلى الأبنية السكنية والمستشفيات والمدارس والمساجد، وغيرها من المنشآت والمرافق العامة والخاصة، إضافة إلى الدبابات وراجمات الصواريخ والمدفعية، وقذائف الهاون.
أحياء مدمرة
وحسب الإحصائية التي بينها مجلس مدينة درعا عن حجم الدمار الذي تعرضت له أغلب أحياء المدينة البالغة نحو /25/ حياً خلال 8 سنوات الحرب، وتعرض نحو 20 حياً منها لأضرار كبيرة وبنسبة تصل لنحو 90%، وهذه الأضرار الكبيرة تركزت في أحياء درعا البلد وحي طريق السد والمخيم، وبينت الإحصائية أن نحو 2629 بناءً متضرراً ومهدماً بشكل كامل، ونحو2463 بناءً متضرراً بشكل جزئي ونحو 866 بناءً متضرراً وبحاجة للإكساء بشكل كامل، بينما هناك نحو 6114 بناءً متضرراً بشكل طفيف، وهذه النسب من الأضرار والدمار الذي لحق بمدينة درعا انطبق أيضاً على جميع مدن ومناطق وبلدات المحافظة وبنسب متفاوتة.
أسواق خارج الخدمة
وبالنسبة إلى الأسواق التجارية بمدينة درعا، بيّنت إحصائية مجلس مدينة درعا أن لدى مدينة درعا أسواقاً تضم 5 آلاف فعاليةٍ تجاريّة مختلفة، تتوزع في شوارع الشهداء وهنانو والقوتلي، وفي محيط المستشفى الوطني، وساحة بصرى، إضافةً إلى أسواق الخضار وعماش والرحمة وحامد مول، وأن هذه الأسواق كان على خط تماسٍ مباشر مع تواجد جنود النظام البائد، حوث تعرضت جميعها لدمار شامل من قبل النظام المجرم مما أخرجها جميعها من الخدمة، وطال بعضها ضرر كبير والآخر ضرر جزئي، وقام مجلس المدينة بتفعيل بعض هذه الأسواق وبالتعاون مع المنظمات الدولية بنسبةٍ بلغت 20 بالمئة، ولكن هناك حاجةٍ ماسةٍ لتفعيل الباقي لأنها عصب المدينة الرئيسي وتزدحم بالمتسوقين من قرى وبلدات المحافظة.
1950 شهيداً
من جهته خطيب مسجد أبو بكر الصديق في درعا البلد الشيخ إبراهيم المسالمة، بيَن أن أهالي المدينة وثقوا شهداء الثورة بالاسم والتاريخ وسبب الوفاة بقذيفة أو رصاصة قناص أو قصف طيران وغيرها، موضحاً أن عدد شهداء مدينة درعا حتى نهاية عام 2018 تاريخ التسويات، ووقف الأعمال القتالية بلغ 1950 شهيداً، إضافة إلى نحو 450 معتقلاً أو مفقوداً أو مغيباً و400 مصابٍ بنسب عجزٍ مختلفة، بتر طرفٍ، أو فقدان بصرٍ أو إعاقةٍ دائمة أو جزئيةٍ أو غيرها.
من جهته بين رئيس المجلس المحلي في بلدة أم المياذن محمد المفعلاني إلى تعرض البلدة بالرغم من صغرها إلى آلاف القذائف والصواريخ والبراميل المتفجرة من قبل النظام البائد والتي خلفت مئات الشهداء والجرحى والمعاقين في البلدة، بالإضافة إلى الدمار الكبير في الممتلكات العامة والخاصة، مشيراً إلى تدمير أكثر من 20 منزلاً بشكل كامل ونحو 200 منزل تضررت بشكل جزئي، إلى تدمير الثانوية الجديدة بالبلدة بشكل كامل وبحاجة للإزالة وبناىها من جديد وتضرر باقي المدارس بشكل جزئي، بالإضافة إلى أضرار كبيرة لحقت بالمساجد في البلدة، حتى الثروة الحيوانية لم تسلم من سياسة التدمير الممنهجة التي سلكها النظام المجرم.
تهجير الأهالي
فيما قال الكثير من المواطنين بالمحافظة: خلال سنوات الثورة تعرض معظم سكان المحافظة إلى عمليات التهجير وترك بلداتهم ومنازلهم، ونزح أغلب سكان المحافظة إلى الأردن لقربها من المحافظة بسبب عمليات القصف والدمار الشامل بمختلف أنواع الأسلحة من قبل النظام البائد، بالإضافة إلى عدم توافر الخدمات الأساسية من ماءٍ وكهرباءٍ والقصف المتواصل، ولكن يبقى أصعبها إخراج الأطفال من تحت الأنقاض في ظل غياب الوسائل الحديثة والاقتصار على وسائل تقليديةٍ بدائيةٍ، إضافة إلى خروج الأهالي من منازلهم سيراً على الأقدام وتحت القصف، وأيضاً ظروف الضغط على السكان لإخراج أبنائهم من الثوار قسرياً إلى محافظة إدلب.
#صحيفة_الثورة