الثورة – متابعة جهاد الزعبي:
عندما حاصرت عصابات الأسد المجرم مدينة درعا في أول أيام الثورة، هبَّ الطفل حمزة علي الخطيب من بلدة الجيزة بريف درعا الشرقي مع الشرفاء لفك الحصار عن مدينة درعا، وهو يحمل بين يديه قارورة ماء ليروي ظمأ عطش إخوانه في حي درعا البلد، ورغيفاً من الخبز ليطفئ جوع طفلٍ حاصره أعتى نظام أمني مستبد.
وخلال ذهابه إلى مدينة درعا مشياً على الأقدام مع رفاقه، قامت عصابات النظام المجرمة بإطلاق النار عليهم، واعتقال عدد منهم، وعلى رأسهم أيقونة شهداء الثورة الطفل حمزة، الذي اقتادوه إلى فرع الأمن السياسي في درعا الذي كان يرأسه العميد عاطف نجيب، وتم تعذيبه هناك، وبعدها تم نقله إلى السويداء ومن ثم إلى المعتقل في دمشق.
وعندما ذهب وفد من وجهاء درعا للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين ومنهم الطفل حمزة الخطيب قابلهم المجرم عاطف نجيب بعنجهية وقال لهم: “انسو أولادكم.. وإذا ما بتعرفوا تجيبوا بدالهم.. جيبوا نسوانكم لعندنا حتى نجيبلكم بدالهم”، وهنا استشاط الوجهاء غضباً لأن الأمر أصبح متعلقاً بالأعراض، وعادوا معلنين بدء الثورة على الطغيان الأسدي.
وفي شهادة أبو حمزة الدوماني- المعتقل الذي كان في زنزانة حمزة الخطيب في أحد الفروع الأمنية بدمشق، عندما تم نقله من السويداء إلى دمشق، قال في لقاء تلفزيوني: إن السجانين “شيراز، وفيليب” أوعزا للطفل حمزة الخطيب بأن يركع لصورة المجرم بشار الأسد، وقد رفض الطفل حمزة الركوع، وقام بالتبول على الصورة أمامهم، وهنا جن جنون السجان فليب، وقام بربط قضيب حمزة بخيط وبدأ بتجريعه نحو ما بين 10- 12 ليتر ماء، وبعدها أقدم على قطع ذكوريته بالسكين، وإطفاء السجائر بجسمه وإطلاق رصاصتين عليه وأرداه شهيداً.
دمت يا حمزة نبراساً للشهادة ورمزاً للحرية، وهاهي البشائر تؤكد إلقاء القبض على عاطف نجيب وإحالته للعدالة حتى ينال جزاء إجرامه.