الثورة – لجين الكنج:
خلف نظام الأسد المجرم، بلداً مدمراً وشعباً محطماً نفسياً، فقد استشهد ما يقارب مليون شهيد وأكثر من ١٠٠ ألف مفقود، وأكثر من 5 ملايين لاجئ في دول أوروبا، وتقريباً سبعة ملايين نازح ضمن سوريا، أكثر من 80% منهم يعيشون تحت خط الفقر وستّة ملايين من أطفالها يعانون من سوء التغذية.
وبعد سقوط الطاغية، ما يحتاجه السوريون اليوم تحسين أوضاعهم المعيشية والمادية، والشعور بالأمن والأمان، ولا يمكن تحقيق هذا إلّا في ظلّ نوع من السلم الأهلي والاستقرار السياسي، والبدء بعملية حقيقية للعدالة الانتقالية شرط للسلم والمصالحة الوطنية.
وقد أكد الرئيس أحمد الشرع في خطابه الأول أن من أولويات المرحلة القادمة هي تحقيق السلم الأهلي، وانطلاق العملية الانتقالية، وفتح صفحة جديدة تقوم على أسس الحقيقة والاعتراف والمحاسبة والعدالة، ثمّ المصالحة وإن ما تحتاجه سوريا اليوم أكثر مما مضى، فكما عزمنا في السابق على تحريرها، فإن الواجب هو العزم على تحقيق الأمن والاستقرار لأهلها ومحاسبة مجرمي ومرتكبي المجازر بحقهم.
وإن إطلاق عملية العدالة الانتقالية في سوريا تعتبر من أصعب وأعقد التحدّيات التي يواجهها المجتمع السوري حالياً، ولكن تُنفَّذ هذه العدالة في المجتمعات التي عانت من العنف والحروب الأهلية وانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم التهجير والإبادة الجماعية، وذلك بهدف الانتقال إلى مجتمع وطني مستقرّ وآمن وأكثر ديمقراطية وأكثر تحرراً بعد عقود من الخوف والحرمان والاستبداد.
#صحيفة_الثورة