الثورة – سرحان الموعي:
43 عاماً والجرح لم يندمل والذاكرة تضج بالذكريات المؤلمة، وكأنها تحدث الآن، ورغم أن عمري لم يكن يتجاوز الـ17عاماً، إلا أن تلك الأحداث لم تبرح لقساوتها ذاكرتي.
محمد نور الشيخ موسى أحد الناجين من مذبحة حماة عام1982 سرد لـ”الثورة” ما جرى معه آنذاك: كنت طالب مدرسة في الثاني الثانوي عندما بدأت المذبحة ليلة 2/2/1982 الساعة 11 ليلاً بإطلاق نار كثيف تبعه انفجارات ودوي قنابل، واستمر ذلك طيلة الليل ثم ساد الهدوء في الصباح بسبب انسحاب قوات الأمن التابعة للنظام البائد التي حاصرت حي البارودية، وسيطر المقاتلون والمقاومون على المدينة بكاملها، وتم توزيع سلاح على عدد من أبناء المدينة من خلال النداء عبر المآذن.
تطويق حماة
ويضيف الشيخ موسى: في مساء يوم الأربعاء 3 شباط طوقت سرايا الدفاع والقوات الخاصة واللواء47 مدينة حماة، ونصبت المدافع وراجمات الصواريخ وبدأت القصف على أحياء المدينة بشكل عشوائي من دون استثناء، وبخاصة أحياء البارودية والكيلانية والزنبقي والعصيدة والشمالية والحميدية والشرقية، واستمر القصف والقتال حتى الحادي عشر من شباط، ثم تم الطلب من الأهالي بالخروج من منازلهم بمكبرات الصوت من قبل قوات النظام، وتم فرز الأطفال والنساء والشباب والرجال، وتم نقل الأطفال والنساء إلى الريف الشمالي، أما الشباب والرجال فتم نقلهم إلى المعتقلات، وكان نصيبي الذهاب إلى معتقل البورسلان لمدة سبعة عشر يوماً، ثم تم نقلنا إلى معتقل محلج الفداء في الأول من آذار، ثم نقلنا عصر 11آذار إلى معتقل البورسلان، وكان عددنا حوالى 300 شخص، وكان عدد المعتقلين بالبورسلان حوالى 15 ألف شخص.
معتقلون بالآلاف
وأضاف: تم وضعنا بالقبو الذي طوله عشرة أمتار وعرضة ثلاثة أمتار، إضافة إلى معتقلين كانوا فيه سابقاً، والجميع وقوف لعدم اتساع المكان، وأثناء الدخول إلى القبو كانت الشتائم والكرابيج والعصي تنال من أجسادنا من دون شفقة، وبتنا ليلة سوداء بكل معنى الكلمة حيث لا طعام ولا شراب طيلة فترة الاعتقال، حيث لم تتوفر في كل المعتقلات أدنى مقومات الحياة ولا تدفئة ولا أغطية رغم البرد الشديد واستشهد معنا نتيجة التعذيب 14شهيداً منهم الدكتور حكمت الخاني، وصبيحة يوم الجمعة12 آذار الساعة العاشرة صباحاً أخرجونا من قبو البورسلان وأحضروا باصات النقل الداخلي وعددها 10 باصات، وتليت أسماء بعض المعتقلين وتم ترحيلهم إلى معتقل الصناعة على دوار عين اللوزة، ومن بقي وأنا منهم أتت باصات وحملتنا إلى ساحة العاصي حيث أخلي سبيلنا هناك.
#صحيفة_الثورة